نقلا عن قناة المقاومة
almanar. 23 May، 2022
https://www.almanar.com.lb/9597403?s=wa
جاد رعد
اقترن دخول الصين الى كل المحافل والمنظمات الدولية باحترام مبدأ “الصين الواحدة”، اي ان العالم اجمع منذ عقود على حق الصين في السيادة الكاملة على كل اراضيها بما في ذلك تايوان وهونغ كونغ وماكاو حتى قبل اعادة ضمها كلها الى البر الصيني. كما اشترطت الصين لدخولها الى المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية ان يتم تصنيفها كدولة نامية.
بعد اشتداد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الاميركية، ترسخت قناعة لدى الجميع ان واشنطن تنظرالى بكين باعتبارها عدوها الاول اقتصاديا وعسكريا. نمت الصين اقتصاديا وبسرعة رغم الحرب التي بدأها ترامب تجارية ثم توسعت الى “حرب باردة” ورغم كوفيد. كما طورت الصين قدراتها العسكرية بما في ذلك تلك المرتبطة بأنواع من التكنولوجيات لا يزال الغرب بعيدا عن ركبها، المعلن ما هو مرتبط بتقنيات الجيل الخامس (لا سيما نظام بايدو للملاحة متفوقا على GIS والمحطة الفضائية الصينية) والصواريخ الفرط صوتية والكابوس القادم المسمى مسبقا “المنجنيق الكهرومغناطيسي” …
يمكن للمتابعين ملاحظة أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال في اوجها، في حين بدأت الولايات المتحدة في اتخاذ ترتيبات خاصة في مضيق تايوان ، كما بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مناقشة خطط لتفجير صراع عسكري مع الصين. ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية في 1 مايو أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقدتا محادثات “على أعلى مستوى” لمناقشة كيفية التعاون بشكل أوثق لإمكانية “الحرب” مع الصين بشأن قضية تايوان ، وناقشت لأول مرة “خطة الاستجابة للصراع”. لفت المصدر ذاته الى ان الاجتماع، ناقش الدور الذي ستلعبه المملكة المتحدة إذا “دخلت الصين والولايات المتحدة في حرب” بشأن تايوان. قال التقرير، نقلا عن مطلعين، إنه في أوائل مارس، عقد كامبل، منسق البيت الأبيض لشؤون المحيطين الهندي والهادئ، وروزنبرغ، وهو مسؤول كبير في شؤون الصين في مجلس الأمن القومي، اجتماعا استراتيجيا مطولا لمدة يومين مع الممثلين البريطانيين حول قضية تايوان.
تريد الولايات المتحدة زيادة التعاون مع الحلفاء الأوروبيين مثل بريطانيا بشأن “موقف الصين الحازم المتزايد” تجاه تايوان رغم انها لا تواجه “تهديدا وشيكا” تبحث كيفية التعامل معه في هذا الوقت بمشاركة المملكة المتحدة، لكن واشنطن تأمل في “استكمال” المناقشات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا بحسب جون أكويلينو، الرئيس الجديد للقيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ، الذي قال لصحيفة فاينانشال تايمز الشهر الماضي إن الحرب في أوكرانيا تؤكد “الخطر” الذي تشكله البر الصين على تايوان. واضاف، يمكن أن تسعى الولايات المتحدة بالمزيد من “الدبلوماسية” مع تايوان لتعزيز” الردع” في آسيا بحسب تصريحه وهو ناقش الدور الذي ستلعبه المملكة المتحدة في”الحرب بين تايوان والصين” اذا حصلت.
الاكثر اهمية، إن إدارة بايدن تزود بعض الحلفاء بمعلومات استخباراتية عن تايوان كانت تصنف سابقا على أنها “معلومات ممنوع مشاركتها” مع مسؤولين أجانب حلفاء. تحدث الاعلام البريطاني عن اجتماعات على” أعلى المستويات” و”اهم” مناقشات بشأن تايوان كجزء من حوار سياسي أعمق واشمل تم إطلاقه في ظل إدارة بايدن في حين لم يعلق البيت الأبيض وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية “نحن لا نعلق على الاجتماعات الخاصة.”
اما في تايوان، يلاحظ ان السلطات هناك وبمساعدة الولايات المتحدة العلنية وخلافا للاتفاقات الدولية، تحاول جذب المزيد من الحلفاء للاصطفاف معها على شاكلة ما قامت به اوكرانيا، ومن ابرز حلفاء الاصطفاف اليابان وأستراليا والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية بعد فوز الرئيس المدعوم اميركيا بالاحتيال على القوانين وحفل تنصيبه بكلفة بلغت ارقاما قياسية.
خلال الشهر المنصرم، بعيدا عن الحرب الروسية الأوكرانية، 28 أبريل، دعا وزير الخارجية البريطاني تروس الناتو ليصبح “عالميا” للتعامل مع ما يسمى “التهديدات” على نطاق عالمي ، موضحا الهدف: “حماية تايوان من الصين”، كما هدد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في 26 أبريل بأن الحكومة الأمريكية ستبذل قصارى جهدها “لمساعدة” تايوان وضمان قدرتها على مقاومة أي “عدوان” محتمل.
يبدو واضحا ان اولويات البيت الابيض حاليا هي في خطوتين:
1- تعمل الولايات المتحدة لما بعد الحرب الروسية الأوكرانية لأن الهدف النهائي هو الصين، اقتصاديا وعسكريا، بعد الفشل في إخضاعها، ولذلك، فإن احد اهداف الحرب الروسية الأوكرانية هو الإنتقال من حرب باردة الى حرب جديدة. من خلال الحرب الروسية الأوكرانية تم خلق “رعب” العدو الروسي لأوروبا ، لفرض الطاعة للولايات المتحدة تحت ضغط الخوف بغرض توحيد قوة الغرب بأكمله ثم بذل قصارى الجهد للتعامل سوية ضد الصين، ما يعيد لواشنطن حلم هيمنتها بعد ان اصابته الصين بمقتل.
2- تعمل الولايات المتحدة بجد للتحضير لحروب حول الصين. بعد أن استخدمت قوة الحرب الروسية الأوكرانية لإجبار حلفائها الغربيين على الطاعة، الهدف التالي هو إثارة حروب حول الصين ، وجر الحلفاء الغربيين بشكل أكبر لإجبار الصين على اتخاذ إجراءات معينة، قد لا تكون سلمية، فيتم فرض عقوبات غير مسبوقة على الصين مثل العقوبات ضد روسيا.
من أجل تحقيق ذلك، تتعمد الولايات المتحدة إثارة حرب او اكثر حول الصين لإجبار الصين على اتخاذ إجراء غير سلمي، ومن ثم ستقود الولايات المتحدة الغرب بأكمله لمعاقبة الصين. وبناءً عليه، فإن المناطق الساخنة حول الصين ستكون نقاط صراع وحروب، مثال: مضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي والحدود الصينية الهندية… كلها مناطق خطرة لسهولة إثارة صراع عسكري في مضيق تايوان، يرجح انها الخطوة التالية للولايات المتحدة.
يود بايدن إثارة الحرب لاجبار الصين على إرسال قوات، وترد الولايات المتحدة وحلفاؤها ويدينون وحتى يعاقبون الصين. بعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، وتكثيف الغربيين ضجيجهم بشأن قضية تايوان، لم يعد أمام الصين في الواقع خيار سوى الاستعداد العسكري، اي استعادة تايوان عسكريا، وانتقلت الى العلن اراء صحفية مثال: “إذا أردنا استعادة تايوان، يجب استخدام وسائل مدوية ، كاستخدام هجمات كثيفة مستمرة لحل المشكلة بوقت قليل”.
في لحظة حرجة، سيتوجه حلفاء الناتو عدائيا نحو الصين، وعند حصول اول طلق ناري، لن تستطيع الصين ولا الولايات المتحدة التراجع. ما لم يتوقعه الأمريكيون هو انكسار طغيانهم في الشرق الأوسط عندما بدأ القتال في أوكرانيا، واصل سعر النفط الخام الدولي بالارتفاع. في الربع الأول من هذا العام، نما اقتصاد المملكة العربية السعودية بأسرع وتيرة له منذ أكثر من عقد، ويرجع الفضل في ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط وارتفاع الإنتاج (في 1مايو ، أصدر مكتب الإحصاء السعودي بيانات تقديرية تفيد بأن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد نما بنسبة 9.6 ٪ على أساس سنوي في الربع الأول، وهي أعلى ارقام منذ عام2011. يمكن القول أن الزيادة الحادة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية في الربع الأول سببه ارتفاع أسعار النفط، ويرجع ذلك إلى الحرب الروسية الأوكرانية. علاوة على ذلك، مع ازدياد عقوبات الدول الأوروبية على الطاقة الروسية، فإنها ستستورد حتما المزيد من النفط الخام من المملكة العربية السعودية، وسيرتفع سعر النفط الخام بالتأكيد. في ظل هذه الظروف، تريد الولايات المتحدة من المملكة العربية السعودية ودول أخرى زيادة إنتاج النفط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق