سيول او هان يانغ ، عاصمة كوريا الجنوبية منذ عام 1394، مدينة محصنة بسور، اهم مداخلها نامدايمون ودونغ دايمون.
وساهمت الطبيعة في زيادة تحصينها كون المدينة محاطة بثمانية جبال، أضافة الى تلة نامسان في وسط المدينة. يقسم نهر الهان المدينة الى شطرين، شمالي وجنوبي. طال الاحتلال الياباني، والحرب الكورية ثم الديكتاتورية العسكرية، لكن كوريا نهضت وتفوقت سريعاً، لتصبح بين الدول العشر الأقوى اقتصادياً.
تم بناء مركز البلدية بالقرب من قصر الملك، عام 1395 لإدارة شؤون المدينة، وتوزعت المباني الحكومية حوله مكونة قلب المدينة القديم ووسطها. هذا الوسط شكل ولا يزال نبض المدينة الرئيسي، فيه مقر سكن رئيس الجمهورية، كما فيه سفارات الولايات المتحدة الاميركية واليابان. بعد الحرب الكورية، ازداد عدد سكان المدينة بمعدل نمو ثلاثة اضعاف المعدل العام لكوريا الجنوبية. كما تركز كل النشاط التجاري في سيول، مما جعل المدينة تعاني من الاختناق في ظل نقص كبير في وسائل النقل العام، وعدم كفاية شبكة المياه والمدارس والمشاريع السكنية. لكن قطاعات التجارة والصناعة نمت وتطورت.
عام 1963، تم إقرار زيادة مساحة المدينة إداريا ً ثلاثة اضعاف من 268.35 كلم مربع الى 613.04 كلم مربع. تم استحداث مراكز ادارية جديدة بعيداً عن وسط المدينة انتقلت اليها العديد من مكاتب الحكومة ومؤسساتها، للحد من مركزية الخدمات الحكومية، كما تم تعديل قوانين التنمية الصناعية.
في اوائل السبعينيات، اطلقت الحكومة سياسة عشرية، ضمنتها تحفيزات حقيقية لحث الشركات والمصانع على الانتقال الى المناطق الصناعية الجديدة، لا سيما نظام الإعفاءات الضريبية. هكذا توزعت القطاعات المنتجة جغرافيا. تشريع بعض القوانين، لا سيما قانون ملكية وإدارة الاراضي، حدد هوية مراكز المدينة كما حافظ على المساحات الخضراء وطورها، كما لجم المضاربات العقارية بتحديده هوامش الاسعار.
برز خلال تلك الفترة مركز جديد للمدينة، جزيرة يوايدو، وهي اليوم تجمع المراكز الرئيسية للمصارف إضافة الى مجلس النواب.
في اوائل الثمانينات تم تقسيم سيول الى خمس مناطق مركزية تطبق على اقاليمها استراتيجيات تنمية متمايزة. بسبب استضافة الألعاب الآسيوية والأولمبية عامي 86 و88، تم إعادة هيكلة ضخمة، لا سيما منطقة كانغ نام، ونفذت العديد من القرارات غير الشعبية. الإشراف والتدخل من كل المسؤولين والروح الكورية حققت النجاح. اليوم منطقة كانغ نام هي بمثابة «مانهاتن الكورية». اما المجمع الاولمبي في جامسيل، فيستضيف كل عام مسابقات التصميم في شتى المجالات وهو سبب اعلان سيول عاصمة العالم للتصميم لعام 2010.
تكررت التجربة عندما استضافت كوريا كأس العالم لكرة القدم عام 2002، حيث ولدت المدينة الرقمية الأولى في العالم (ديجيتال سيتي).
في نهاية الثمانينات، تم إطلاق مشروع لبناء مليوني شقة سكنية، فظهرت اول مجموعة من الابنية المرتفعة (في وسط المدينة)، معلنة بدء عصر الانفتاح على النماذج العالمية في الهندسة المعمارية، كما تم إعادة تنظيم مجمل مراكز المدينة. في اوائل التسعينيات، برزت معالم العولمة في اثنين من مراكز المدينة الرئيسية (كانغ نام ويوايدو). مع الألفية الثانية، استقطبت المدينة 46.3 % من الكوريين مع 22 مليون نسمة لتصبح من الأضخم عالمياً. اتصلت الضواحي عمرانياً مع مراكز المدينة، فصارت مراكز جديدة وولدت ضواح جديدة، لن تتصل بالمدينة في المستقبل المنظور.
حالياً، هناك مراكز جديدة في طور البناء وأخرى تحقق قفزات وتحولات نوعية، بالتزامن مع مشروع: مخطط نهضة نهر الهان الذي اقرته الحكومة وبدأ تنفيذه. ويرافقه استحداث مركز للتجارة الدولية في يونغ سان وإنشاء مركز جديدة لمدينة ماغوك.
تخطيط مدينة سيول لعام 2020 يولي اهتماما خاصا بتطوير المناطق الواقعة شمال النهر بعد ان اصبح الجنوب اكثر ازدهارا وثراء، عبر انشاء خمس مناطق جديدة satellite center zones تكون نواة للتنمية الحضرية. لتصبح مدينة تجمع بانسجام بين الطبيعة والبشر وبين التقاليد والتكنولوجيا العالية. باختصار نمت مراكز المدينة في سيول لتخفيف الضغط عن قلب المدينة القديم، تم ابعاد بعض المؤسسات الادارية الى جزيرة يوايدو وتم تشجيع الناس على الانتقال الى جنوب النهر، ومع الوقت ظهرت تحديات عديدة وأحداث مهمة فأنجبت المدينة مراكز جديدة: كانغ نام والمدينة الرقمية. توسعت المدينة فأصبحت الضواحي المزدهرة القديمة، مراكز جديدة. دخل القطاع الخاص كشريك مع الدولة نجح احيانا وأخفق احيانا اخرى. تجربة المشاريع الكبرى المكتفية ذاتياً بعضها يحقق نجاحات لافتة للنظر حالياً كالمدينة الرقمية كونها الاولى في العالم. مع الوقت سنتأكد فعلاً من نجاح فكرة المدينة ضمن المدينة او عدمه، لكن في كل الاحوال ديناميكية الكوريين لن تعطي الوقت الطويل للجدل في الموضوع كون بعض المشاريع سيعطي نتائج تجاربه العملية عام 2016. بدأت مخيلة البعض في سيول في العبور الى المباني المكتفية ذاتياً متخلية عن اهم الشبكات العامة كالمواصلات والطاقة، فهل سيقود بعض المواطنين فعلاً صحونهم الطائرة للتجول في المدينة؟ اشار البعض، الى ان الجواب لن يتأخر ابعد من عام 2025!.
وساهمت الطبيعة في زيادة تحصينها كون المدينة محاطة بثمانية جبال، أضافة الى تلة نامسان في وسط المدينة. يقسم نهر الهان المدينة الى شطرين، شمالي وجنوبي. طال الاحتلال الياباني، والحرب الكورية ثم الديكتاتورية العسكرية، لكن كوريا نهضت وتفوقت سريعاً، لتصبح بين الدول العشر الأقوى اقتصادياً.
تم بناء مركز البلدية بالقرب من قصر الملك، عام 1395 لإدارة شؤون المدينة، وتوزعت المباني الحكومية حوله مكونة قلب المدينة القديم ووسطها. هذا الوسط شكل ولا يزال نبض المدينة الرئيسي، فيه مقر سكن رئيس الجمهورية، كما فيه سفارات الولايات المتحدة الاميركية واليابان. بعد الحرب الكورية، ازداد عدد سكان المدينة بمعدل نمو ثلاثة اضعاف المعدل العام لكوريا الجنوبية. كما تركز كل النشاط التجاري في سيول، مما جعل المدينة تعاني من الاختناق في ظل نقص كبير في وسائل النقل العام، وعدم كفاية شبكة المياه والمدارس والمشاريع السكنية. لكن قطاعات التجارة والصناعة نمت وتطورت.
عام 1963، تم إقرار زيادة مساحة المدينة إداريا ً ثلاثة اضعاف من 268.35 كلم مربع الى 613.04 كلم مربع. تم استحداث مراكز ادارية جديدة بعيداً عن وسط المدينة انتقلت اليها العديد من مكاتب الحكومة ومؤسساتها، للحد من مركزية الخدمات الحكومية، كما تم تعديل قوانين التنمية الصناعية.
في اوائل السبعينيات، اطلقت الحكومة سياسة عشرية، ضمنتها تحفيزات حقيقية لحث الشركات والمصانع على الانتقال الى المناطق الصناعية الجديدة، لا سيما نظام الإعفاءات الضريبية. هكذا توزعت القطاعات المنتجة جغرافيا. تشريع بعض القوانين، لا سيما قانون ملكية وإدارة الاراضي، حدد هوية مراكز المدينة كما حافظ على المساحات الخضراء وطورها، كما لجم المضاربات العقارية بتحديده هوامش الاسعار.
برز خلال تلك الفترة مركز جديد للمدينة، جزيرة يوايدو، وهي اليوم تجمع المراكز الرئيسية للمصارف إضافة الى مجلس النواب.
في اوائل الثمانينات تم تقسيم سيول الى خمس مناطق مركزية تطبق على اقاليمها استراتيجيات تنمية متمايزة. بسبب استضافة الألعاب الآسيوية والأولمبية عامي 86 و88، تم إعادة هيكلة ضخمة، لا سيما منطقة كانغ نام، ونفذت العديد من القرارات غير الشعبية. الإشراف والتدخل من كل المسؤولين والروح الكورية حققت النجاح. اليوم منطقة كانغ نام هي بمثابة «مانهاتن الكورية». اما المجمع الاولمبي في جامسيل، فيستضيف كل عام مسابقات التصميم في شتى المجالات وهو سبب اعلان سيول عاصمة العالم للتصميم لعام 2010.
تكررت التجربة عندما استضافت كوريا كأس العالم لكرة القدم عام 2002، حيث ولدت المدينة الرقمية الأولى في العالم (ديجيتال سيتي).
في نهاية الثمانينات، تم إطلاق مشروع لبناء مليوني شقة سكنية، فظهرت اول مجموعة من الابنية المرتفعة (في وسط المدينة)، معلنة بدء عصر الانفتاح على النماذج العالمية في الهندسة المعمارية، كما تم إعادة تنظيم مجمل مراكز المدينة. في اوائل التسعينيات، برزت معالم العولمة في اثنين من مراكز المدينة الرئيسية (كانغ نام ويوايدو). مع الألفية الثانية، استقطبت المدينة 46.3 % من الكوريين مع 22 مليون نسمة لتصبح من الأضخم عالمياً. اتصلت الضواحي عمرانياً مع مراكز المدينة، فصارت مراكز جديدة وولدت ضواح جديدة، لن تتصل بالمدينة في المستقبل المنظور.
حالياً، هناك مراكز جديدة في طور البناء وأخرى تحقق قفزات وتحولات نوعية، بالتزامن مع مشروع: مخطط نهضة نهر الهان الذي اقرته الحكومة وبدأ تنفيذه. ويرافقه استحداث مركز للتجارة الدولية في يونغ سان وإنشاء مركز جديدة لمدينة ماغوك.
تخطيط مدينة سيول لعام 2020 يولي اهتماما خاصا بتطوير المناطق الواقعة شمال النهر بعد ان اصبح الجنوب اكثر ازدهارا وثراء، عبر انشاء خمس مناطق جديدة satellite center zones تكون نواة للتنمية الحضرية. لتصبح مدينة تجمع بانسجام بين الطبيعة والبشر وبين التقاليد والتكنولوجيا العالية. باختصار نمت مراكز المدينة في سيول لتخفيف الضغط عن قلب المدينة القديم، تم ابعاد بعض المؤسسات الادارية الى جزيرة يوايدو وتم تشجيع الناس على الانتقال الى جنوب النهر، ومع الوقت ظهرت تحديات عديدة وأحداث مهمة فأنجبت المدينة مراكز جديدة: كانغ نام والمدينة الرقمية. توسعت المدينة فأصبحت الضواحي المزدهرة القديمة، مراكز جديدة. دخل القطاع الخاص كشريك مع الدولة نجح احيانا وأخفق احيانا اخرى. تجربة المشاريع الكبرى المكتفية ذاتياً بعضها يحقق نجاحات لافتة للنظر حالياً كالمدينة الرقمية كونها الاولى في العالم. مع الوقت سنتأكد فعلاً من نجاح فكرة المدينة ضمن المدينة او عدمه، لكن في كل الاحوال ديناميكية الكوريين لن تعطي الوقت الطويل للجدل في الموضوع كون بعض المشاريع سيعطي نتائج تجاربه العملية عام 2016. بدأت مخيلة البعض في سيول في العبور الى المباني المكتفية ذاتياً متخلية عن اهم الشبكات العامة كالمواصلات والطاقة، فهل سيقود بعض المواطنين فعلاً صحونهم الطائرة للتجول في المدينة؟ اشار البعض، الى ان الجواب لن يتأخر ابعد من عام 2025!.