الجمعة، ديسمبر 09، 2011

أعنف مشادات وحوادث في كوريا الجنوبية

الكوريون الجنوبيون عادة ما تعلو اصواتهم ولكن نادرا ما يتعاكرون وهذا مثال على عراك في سيول

ولكن استعمال العنف الحقيقي ينحصربتصرف رجال الشرطة خلال تفريق التظاهرات
وبالتاكيد التصوير ممنوع لذا لن يعكس هذا الفيديو حقيقة كل ما يجري


اما فيما يتعلق بحوادث السير، فالحوادث قليلة جدا لكن مميتة، الوسيلة الاكثر امانا هي باصات النقل العام. ولكن لا يوجد شيء او سلامة مضمونة 100% ففي الحادث المسجل هنا، يقود السائق الباص على الخط الصحيح وبالسرعة القانونية ولكن سيارة في الاتجاه المعاكس تقتحم مساره.

كيف يعرض الاعلام الكوري الخبر المتعلق بكوريا

هلل الاعلام الكوري لنبأ تجاوز عدد السياح الأجانب لكوريا 9 ملايين. تجاوز عدد السياح الأجانب الذين زاروا كوريا 9 ملايين سائح خلال عام واحد وهذا رقم قياسي في كوريا . ومما قيل في الاعلام الكوري ان عدد السياح الأجانب قد بلغ 8 ملايين و600 ألف سائح في العام الماضي، بعد أن كان مليون سائح فقط في عام 1978، و 5 ملايين في عام 2000.ومن المتوقع ان يصل العدد إلى 9 ملايين و800 ألف سائح في نهاية هذا العام، مع احتمال أن يتجاوز العدد 10 ملايين. وبحسب الاعلام الكوري يرجع السبب في زيادة عدد السياح إلى انتشار موجة الهاليو التي تتمثل في المسلسلات الدرامية وأغانى الكي بوب في أرجاء مختلفة من العالم.
اولا، اكيد ان القارئ العزيز يسأل ما هو الهاليو، انه مصطلح جديد لدلالة على الموجة الجديدة من المغنين والموسيقى الكورية التي لا يمكن تصنيفها ضمن اي من انواع الموسيقى المعروفة حول العالم. الاعلام الكوري اهتم باذاعة هذا الرقم وربطه بالهاليو الكوري كفرصة لتعريف الجمهور العالمي على مصطلح كوري جديد. مع العلم ان هذه الزيادة في عدد السياحتعود الى فصل الربيع حيث تحولت العديد من الزيارات السياحية المنظمة الى كوريا بدلا من اليابان بعض الهزة الارضية والتسونامي. كما ان الشرطة الكورية خففت القيود عن السياحة الجنسية .

اقالة مدرب منتخب كوريا الجنوبية، اصداء الهزيمة في لبنان لا تزال مدوية


هزيمة كوريا الجنوبية امام المنتخب اللبناني لا تزال اصدائها تدوي في سيول، فبعد تأكيد الاعلام الكوري انها كانت خسارة للحظ وليست متعلقة بالمهارات يأتي قرر الاتحاد الكوري لكرة القدم إقالة مدرب المنتخب الوطني "تشو كوانغ ريه" ليؤكد ان الجمهور والادارات المعنية في سيول لم تحتمل هكذا خسارة. ولم تشفع للمدرب انجازاته الضخمة في تصفيات كاس العالم قبل وبعد المباراة مع لبنان كما لم تشفع له انجازاته خلال بطولة كأس آسيا 2011 التي اقيمت في الدوحة قطر، يناير الماضي.


وقالت مصادر مسؤولة في الاتحاد إن قرار الإقالة كان يتم دراسته منذ بعض الوقت، بالإضافة إلى الشعور العام السلبي لدى لاعبي الفريق. وأوضحت المصادر أنه تم إبلاغ المدرب "تشو" بالقرار. ويتم حاليا دراسة ملفات ثلاثة اشخاص مرشحين لمنصب مدرب جديد للمنتخب الكوري . اما رد المدرب المقال فكان عبر الوكالة الكورية الجنوبية للاعلام يونهاب حيق قال ان قرار اقالته غير مسؤول ونتيجة للاخد بكلام بعض اللاعبين من اصحاب الحركات الصبيانية، في حين ان المنتخب الكوري الجنوبية بحاجة لنقطة واحدة فقط في المرحلة المقبلة  للتاهل الى النهائيات التي ستجرى في البرازيل.



الخميس، ديسمبر 08، 2011

السونا الكورية Korean spa also called a jjimjilbang

السونا في كوريا الجنوبية تجربة فريدة
والعديد من الناس يمضون الليلة كاملة هناك خاصة خلال الجولات السياحية كونها ارخص من الفنادق ونظيفة ومرتبة ومريحة وكل شيء متوفر
















تظاهرة لبائعات الهوى في كوريا الجنوبية

اعتراضا على تشدد الشرطة في مراقبة بيوت الدعارة وتشديد الخناق على بائعات الهوى، تظاهرت البغايا في احدى شوارع دونغ دايمون بلباسهن الداخلي (التعري في مكان عام ممنوع ويحاسب عليه القانون في كوريا الجنوبية) ووضعن على انفسهن سائل قابل للاشتعال مهددين بحرق انفسهن ورادعين الشرطة من التعرض للتظاهرة. بعض الرجال حاول عرض عضلاته والتدخل فيما لا يعنيهم فاوسعنه المتظاهرات ضربا.



الاثنين، نوفمبر 28، 2011

معارك داخل مجلس الشعب الكوري الجنوبي

لان الفنون القتالية يعاقب القانون الكوري عليها، فضل النواب اعضاء مجلس الامة في كوريا استعمال الوسائل البديلة فوقع الاختيار على القنابل الدخانية وقنابل الفلفل الحار. جرت هذه المواحهات خلال الاسبوع الماضي اعتراضا على تصديق اتفاقية التجارة الحرة بين سيول وواشنطن والتي يرى فيها العديد من المختصين اجحاف بحق الشعب الفقير بمعظمه ونهاية لمسيرة تقدم لافتة تميز بها شعب الهان خلال الخمسون سنة الماضية.
هذا التقرير لقناة روسيا اليوم


وفي هذا التقرير يظهر الشخص الذي رمى القنبلة الاولى لكن شريط الاحداث في ذلك اليوم كان ملفتا جدا، اذ تبين ان تلك القنابل كانت  حاضرة بكثافة من جانب الطرفين.

تابع - الانتحار في كوريا الجنوبية - نجوم كرة القدم

بعد المقالة التي نشرتها منذ فترة عن كوريا الجنوبية واعلى نسبة انتحار في العالم، جاءت الردود التي تنفي صحة الاحصاءات التي اعتمدتها واخرى تدعي ان المعلومات المستعملة في التقرير الدولي قديمة. في هذه الرسالة اود  الحديث عن آخر حادثتي انتحار في كوريا الجنوبية هزتا الاعلام الكوري واوساط كرة القدم. تلك الكرة ليست بريئة في حالات كثيرة في ما يختص بانتحار أبناء ملاعبها، إذ شهدت كوريا الجنوبية موجة عارمة في أيار الماضي تمثّلت بانتحار لاعبين اثنين بعد ضلوعهما في عملية تلاعب بنتائج المباريات، وقد ذهب ضحيتها يون كي ـــ وون حارس مرمى إينشيون يونايتد البالغ من العمر 23 عاماً، ثم لحق به لاعب سيول يونايتد تشونغ يونغ ـــ كوان (30 عاماً) الذي وجدت مع جثته ورقة كتب عليها: «أنا آسف، أشعر بالعار لضلوعي في التلاعب بنتائج المباريات». من الجدير ذكره ان تصفية حساب سياسية بين الرئيس الكوري الحالي لي ميون باك والرئيس السابق رو مو هيون دفعت بالاخير الى الانتحار بعد ان فتحت النيابة العامة المالية في سيول تحقيقا بخصوص بعض الاموال المشكوك بامرها، وهو الرئيس الثاني في كوريا الذي ينهي حياته منتحرا. فاذا كانت هذه قرارات علياء القوم في السياسة والرياضة فما حال الاكثرية الرازحة تحت بطش البراغيث الاقتصادية التي تستنزف دماء الشعب وقواه العاملة.
في هذا الفيديو لائحة ببعض مشاهير ضحايا الانتحار


وهذا الشريط عن انتحار الرئيس الكوري السابق هيون



والأتي تعظم
تقرير صحفي اميركي عن الضغط النفسي المنتشر بين الطلاب في كوريا الجنوبية ويتحدث التقرير عن موضوع الانتحار المنتشر بين الطلبة

وهذا تقرير آخر اعدته اميركية غير محترفة تحدث فيه الطلاب في كوريا عن واقعهم واكثر ما ذكروه هو الانتحار
الدقيقة 3 و 15 ثانية

الاثنين، نوفمبر 21، 2011

شباب في سيول، من كوريا ودول اخرى يدعون للتضامن مع فلسطين



اثناء تجولي في شوارع سيول، فاجأتني مجموعة من الشباب من كوريا ودول اخرى، 3 منهم في لباس عسكري ومسلحين ببنادق حربية بلاستيكية وعلم اسرائيل على الكتف، ويقف بمواجهتهم مجموعة ارتدت الكفيات الفلسطينية



الشباب مثلوا معاناة الشعب الفلسطيني، بدراما بسيطة كررورها



على جهة اخرى توزعت صور علقت على لوحات كرتونية كبيرة تشرح معاتاة الشعب الفلسطسيني والدعم الغير محدود الذي تحصل عليه آلات  القتل والهدم الاسرائيلية لا سيما جرافات هيونداي المستعملة في هدم بيوت الفلسطينيين وصورة للريس الكوري باك في طائرة حربية اسرائيلية،  الى جانب الصور هناك طاولة صغيرة تباع عليها باسعار رمزية الكوفية وغيرها من الاشياء التي ترمز الى الشعب الفلسطيني






بين الاثنين وقفت صبية كورية تذيع على مكبر الصوت داعية المارة الى التفكير بمعاناة الشعب الفلسطسيني موضحة لمن لا يعرف ان التمثيلية البسيطة منقولة عن الواقع اليومي المعاش في فلسطين والصور ممكن الحصول على مثيلاتها اينما تجولت



والشرطة كانت حاضرة مع السلاح الفردي الظاهر، وهو نادرا ً ما يحمل رجل الشرطة في سيول سلاحه ظاهرا بهذه الطريقة



السبت، نوفمبر 19، 2011

OCCUPY SEOUL الحزب الاشتراكي في كوريا الجنوبية

لبى المئات من اعضاء ومؤيدي الحزب الاشتراكي الكوري الجنوبي دعوة حزبهم للتظاهر لاحتلال سيول على شاكلة احتلال وول ستريت في الولايات المتحدة. يوم نوفمبر 13 كان حافلا لهؤلاء الناشطين الذين تجمعوا في اكثر من مكان في العاصمة سيول وفرقتهم الشرطة باساليب مختلفة. لكن جودة التصوير بالهواتف المحمولة ساعدت في نقل الصورة في اكثر من مكان في ظل سكوت مطبق للاعلام الكوري المرئي والمسموع والمكتوب.



وتجددت التظاهرات بعد يومين / نوفمبر 15/ بمشاركة مميزة لبعض الناشطين الدوليين



تجدر الاشارة الى ان العديد من المظاهرات الكبيرة والحاشدة نظمتها العديد من الاحزاب الكورية للاعتراض على اتفاقية التجارة الحرة التي تم توقيعها مؤخرا مع الولايات المتحدة الاميركية ويرى فيها الكوريون امعان في سياسة تفقيرهم

الخميس، نوفمبر 17، 2011

«وشارب الخمر الذي لا رياء فيه ولا نفاق خير من بائع الزهد الذي يكون فيه الرياء وضعف الأخلاق» حافظ الشيرازي

بين شرب العرق في لبنان وشرب السوجو في كوريا:

وشرب البيرة كمان له قصته




وخليها لذيذة حياتك بس اشرب الماسة او عرق مش سوجو

الثلاثاء، نوفمبر 15، 2011

لبنان ضد كوريا الجنوبية، تصفيات كاس العالم لكرة القدم

مباراة  لبنان كوريا الجنوبية   lebanon vs South Korea
November 15, 2011
nine thirthy korean time
الساعة الثانية والنصف توقيت بيروت
الثلاثاء 15 نوفمبر تشرين الاول 2011
Lebanon VS South Korea





watch live the game on
al-kass.net




http://cdn.alkass.net/live-sd.aspx

تابعوا المباراة الشيقة
لبنان ضد كوريا الجنوبية
مباشرة على

http://cdn.alkass.net/live-sd.aspx






الاثنين، أكتوبر 31، 2011

الحكومة الكورية الجنوبية تدفع 4 دولار لسيدة كورية كتعويض على وفاة اخيها

عرض على سيدة كورية جنوبية اربعة دولارات كتعويض على وفاة اخيها خلال الحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 الامر الذي احرج مسؤولين قالوا انهم مقيدون بقانون قديم. على الرغم من ان كل شيء في كوريا الجنوبية يسير بسرعة (كما يظهر شريط الفيديو المرافق) الى ان دفع الاموال الى بعض اصحاب الحقوق يسير عكس ذلك.

وكانت السيدة تبلغ من العمر عامين عندما قتل شقيقها في عمليات قتالية عام 1950 ولكنها لم تعرف بوجوده حتى ابلغها احد الجيران بذلك وفقا لما ذكرته وسائل الاعلام المحلية التي قالت ان ام الاثنين تعاني من خرف الشيخوخة.
ولم تحصل الاسرة على اي تعويض حتى ابريل نيسان عندما تسلمت اخت الجندي خمسة الاف ون (4.33 دولار) وفقا لقانون يسري مفعوله منذ الحرب.
ووصفت لجنة مكافحة الفساد والحقوق المدنية الرئاسية القرار بالغامض ودعت الحكومة لمراجعته.
وقالت اللجنة "نأمل ان تؤدي هذه القضية لتأسيس نظام يعوض بدرجة كافية اسر المحاربين الذين شاركوا في الحرب الكورية الذين لا يزالون احياء يتألمون."
وقالت وزارة شؤون المواطنة والمحاربين القدامى ووزارة الدفاع انه من الضروري صياغة قانون جديد لدفع المزيد من المال او لتوفيق حجم الاموال مع التضخم والفوائد.
وقتل نحو 140 الف جندي كوري في الحرب علاوة على فقط 130 الفا اخرين وفقا لبيانات وزارة الدفاع الكورية الجنوبية.

الخميس، سبتمبر 22، 2011

من سيول الى بيروت

مع العلم ان سيول تنتج كثيرا وفيها وحواليها عدد سكان اضعاف عدد السكان في لبنان الى ان المساحات الخضراء في سيول اكثر من تلك الموجودة والمصادرة في بيروت

المساحة الخضراء المتبقية في بيروت بدل ان تكون عامة هي حرم قصر السفير الاستعماري الفرنسي او حرم الجامعةالاميركية وحتى حرش بيروت ممنوع دخوله
باقي حديقة الصنائع والعين عليها
Posted by Picasa

الأربعاء، سبتمبر 07، 2011

عبد الله رعد: آخر حدّاد عربي

هو آخر حدّاد عربي، ليس في سوق الخان القديم في بعلبك فقط، بل على امتداد قرى بعلبك ـــ الهرمل. يحاول المحافظة على مهنته في محاولة منه للحفاظ على «تراث بعلبكي جميل»، يساعده في ذلك المزارعون الذين لا يجدون ملجأً لإصلاح معداتهم غيره



بخطى بطيئة أثقلتها سنون العمر، وبمساعدة عكاز خشبي صغير، لا يزال عبد الله رعد يقصد محله للحدادة العربية في سوق الخان في بعلبك صبيحة كل يوم. لم يشعر ابن الثلاثة والثمانين عاماً بعد بالملل من سندانه الكبير ومطرقته الحديدية، ولا حتى من لظى «كور» النار المخصّص لصَهر الحديد، فالرابط بينهما بات عبارة عن «حكاية عمر بأكمله» كما يقول «أبو علي»، الذي لم يترك محله قط؛ لأنه مصدر رزقه الوحيد. صحيح أن سخام الأيام والشحار الأسود، احتلا جدران وسقف المحل الذي لا تتعدى مساحته الأمتار الثلاثة، لكنه يمثل حالياً الملاذ الوحيد لعدد من مزارعي بعلبك ـــــ الهرمل الذين لا يزالون يستخدمون المعدّات الزراعية القديمة «من الزبورة (المنجل) والمعول والمجرفة».


«أنا كل ما بقي من سوق الخان في بعلبك»، يقول رعد في إشارة منه إلى أن محله الذي لا يفصله عن معبد فينوس الأثري التابع لقلعة بعلبك سوى أمتار قليلة كان داخل سوق الخان. والأخير كان أحد أشهر الأسواق التركية في المدينة، إبان الحكم العثماني، وكان يحوي سوقاً تجارياً، عدداً من الفنادق وإسطبلات الخيول، بالإضافة إلى الحمّامات التركية العامة، «بس دولاب الزمن برم، وأتى على السوق بأكمله، ولم يبق من الماضي غير صور بالذاكرة. أما محالّ الحدادة العربية التي كانت منتشرة، فلم يبق منها سوى هذا المحل».
اشتهر الرجل بتصنيع المعدّات الزراعية على اختلافها، وقد جعلته سنوات الخبرة الطويلة محل ثقة الزبائن في البقاع، وخصوصاً أنه تعلّم «كار» الحدادة العربية عندما كان في الخامسة عشرة من العمر. يومها طلب منه والده ترك المدرسة وإتقان مهنة أو حرفة «بتطعمي خبز، شو مفكّر تعمل محامي؟ قال لي». تعلّم في محل «المعلّم بشارة زخور» في مدينة الشمس لمدة خمس سنوات وبرع خلالها. عمد بعدها إلى استئجار محله الصغير في سوق الخان في عام 1948، «بمئة ليرة»، وبدأ من حينها بتصنيع سائر المعدات الزراعية التي تحتاج إليها اليد العاملة الزراعية في أعمال الحراثة والحصاد والتشحيل.
لا ينكر رعد، وهو يجلس على كرسيّه داخل محله، أن الأسى والحزن يختلجان في صدره، عندما ينظر إلى حال مهنته التي باتت «تراثاً، بعدما راحت إيام الشغل». فالمهنة التي كان لها تاريخ تمكنت الحداثة من تبديدها والقضاء عليها، نتيجة هجمة الآلات (الحصّادة والشمّالة والدرّاسة...) وتنحية اليد العاملة الزراعية. يشير بعصاه الخشبية صوب سوق الخان ويقول: «كان المشهد مختلفاً، أراه إلى اليوم أمام عينيّ، أيام الشغل كنا نفتح، أنا وزملائي محالّنا من طلوع الضو حتى نلحّق على طلبات مزارعي المنطقة، وخصوصاً أيام الحصاد، فكنت أدق نحو 100 زبورة باليوم، وما كنا نسكّر إلا بساعات متأخرة من الليل». ورداً على سؤال عمّا تغير في المهنة والأسعار على مر السنوات الماضية، يجيب: «من جهة أسعار التصليحات لم تختلف كثيراً في السنوات القليلة الماضية، لكن ما اختلف هو التصنيع؛ فالحديد شهدت أسعاره ارتفاعاً بوتيرة سريعة، الأمر الذي فرض زيادة ضئيلة على أسعار بعض القطع»، لكنه يبدي قناعته بالربح القليل «لأنو الناس اللي عم تستعمل هالقطع مزارعين وحالتهم متل حالتنا».
المعلم عبد الله تعرض منذ سبع سنوات لحادث صدم من أحد الفانات في المنطقة، ما أدى إلى إصابته بكسور عديدة في أنحاء جسمه، لكن «إرادة رب العالمين أنقذتني وتمكنت من السير، حتى أعود إلى عائلتي ومحلي وصنعتي». يعتذر رعد عن متابعة الحديث بضع دقائق ريثما يساعد ابنه في «دق الحديد وهوي حامي»، فيمسك كلّ منهما بمطرقة حديدية، وينهالان بالضرب على قطعة الحديد التي بدت كالجمر، وليستغل من بعدها الحديث عن طريقة عمله التي تتطلب سواعد قوية، وعدداً قليلاً من المعدّات، حيث تبدأ الأمور بتجهيز الفرن المعد لصهر الحديد المراد تصنيعه أو إصلاحه، ثم ضربه بالمطرقة على السندان ليأخذ الشكل المطلوب، سواء كان «زبورة» أو فأس أو معول، ليسقيه من بعدها بالماء عدة مرات بغية «زيادة قوته وقساوته»، ومن ثم يوضَع في وعاء «الصفوة»، وهو عبارة عن صفوة الفحم الحجري بعد إشعاله، ويجري في النهاية ترطيبه بالماء «حتى يبقى مطاوعاً في العمل خلال استخدامه».
رعد منح خبرته الطويلة في الحدادة العربية لاثنين من أبنائه الستة عشر، يواظبان على مساعدته، فضلاً عن آخرين من أبنائه يقصدون المحل ويقدمون العون بعد قدومهم من وظائفهم، ليصنعوا معاً بجدٍّ ونشاط من دون ملل قطعاً جميلة متناسقة، من مواد أولية طبيعية بسيطة، لا تتعدى قطع الحديد، فتصقل بموهبة فطرية.
عبد الله رعد الذي يفاخر بصورته الموجودة في كتاب القراءة العربية للصف الرابع أساسي، التي التقطت له بهدف التعريف بمهنة الحدادة العربية، يرى أن الصنعة «ما زال حالها مقبولاً ومستورة والحمد الله»، رغم هجمة الحداثة والآلات المتطورة، واعتماد غالبية المزارعين عليها. ويوضح أن غياب المنافسة في المنطقة بأكملها من حدادين، بالإضافة إلى استمرار بعض المزارعين في التوجه إلى المحل من أقاصي البقاع الشمالي لإنجاز بعض القطع والمعدات أو تصليحها، يسمح للمهنة بالاستمرار، لكن «بطلوع الروح»؛ فهي بحسب رعد «ما عادت تطعم خبزاً، أو تفتح منزلاً، علماً بأنها أتاحت لي تكوين عائلة كبيرة وتعليمها». هو يرى أن منح أبنائه خبرة عمله في الحدادة العربية ليس سوى محاولة للحفاظ على حرفة قديمة بمثابة «تراث بعلبكي»، مضيفاً: «وحتى يتمكن أحفادي من التعرف إلى مهنة أجدادهم». يقول ذلك لاقتناعه بأن مستقبل حرفة الحدادة العربية يتجه مسرعاً صوب الزوال بحسب رأيه «نتيجة الإهمال الكبير من الدولة في المحافظة على المهن التراثية القديمة، وعدم إيجاد أسواق لها، أو حتى تشجيع الحرفيين والوقوف إلى جانبهم وتقديم يد العون والمساعدة لهم لإبقاء صنعتهم».
توشك مهنة «أبو علي» أن تزول هي الأخرى لتنضم إلى لائحة طويلة من المهن القديمة، لتفقد بعلبك ـــــ الهرمل وجهاً آخر من أوجه التراث الجميل، في زمن نبدو فيه أحوج إلى ماضينا وتراثه «لإنو اللي ما عندو ماضي، ما إلو مستقبل أبداً» يختم رعد.
--------------------------------------------------------------------------------
معدّات منذ 1948
ما زالت معدّات عبد الله رعد في محله الصغير هي نفسها منذ أن استأجر محله في عام 1948، ما خلا الجلخ الكهربائي. وقد واظب رعد طوال العقود الماضية على تصنيع القطع والمعدات الزراعية، بدءاً من الشاكوش والقدّوم، مروراً بالزبورة والبلطة والفرّاعة (الفأس)، وصولاً إلى المجرفة والمعول.


الجمعة، سبتمبر 02، 2011

Ban Ki-moon

http://world.kbs.co.kr/vod/rki_vod.htm?m_name=interview&file_name=a_100127.wmv&title=2010-01-29&date=2010-01-29&lang=a&starttime=&endtime=&info=

غريب ان يكون امين عام الامم المتحدة  Ban Ki-moon يعرف بشان خفايا الامور في سوريا ولا يعرف ان منزل سعد الحريري الذي زاره مرارا وتكرارا هو ملك غير شرعي مفروض بحكم الامر الواقع وقرصنة والده الشهيد



وقد استغرب محرر الوكالة الكورية خلال تعليقه على احدى الصور كيف ان حزب الله لديه من المال ما يكفي لشراء جمهور القائد المسيحي ميشال عون المتحالف مع الشيعة حلفاء ايران. والله انا اشك ان الصحفي لا يعلم ان العلم الظاهر في الصورة هو لمؤيدي سليمان فرنجية، وان الاخير حليف سوريا وفي هذا الموقع ابا عن جد قبل ان يكون هناك حزب الله في لبنان وقبل قيام الجمهورية الاسلامية في ايران

الأربعاء، أغسطس 31، 2011

هل تجد الحكومة الكورية الجنوبية الحل الوسط؟

لم يهنا الكوريين الجنوبيين بعد بفرحة ارتفاع  متوسط الأعمار حيث من المتوقع ان يصل إلى مائة سنة في المستقبل القريبوما له مدلولات ايجابية تتعلق بالرفاه الاقتصادي حتى ظهرت مشكلتين من المشكلات العضال.
اولا نهاية البحبوحة النسبية التني تنعمت بها كوريا لفترة قصيرة جدا، اذ تشير اجدد الاحصائيات الى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية أكثر من 5% في اغسطس آب المنصرم. ليسجل أعلى مستوى منذ 3 سنوات.
وحسب هيئة الاحصاءات الكورية اليوم الخميس، ارتفعت نسبة التضخم في كوريا بنسبة قدرها 5.3 % في الشهر الماضي مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق ، وهو الأعلى من نوعه منذ اغسطس عام 2008 عندما بلغت النسبة 5.6 %. وبالمقارنة مع شهر يوليو ارتفعت أسعار المستهلك ب0.9%.
النمو الشهري لأسعار المواد الاستهلاكية في كوريا الجنوبية كان قد بلغ أكثر من 4% خلال ال7 أشهر الأولى من هذا العام ، قبل تسجيل نموا بأكثر من 5% في الشهر الماضي. وارتفع التضخم الأساسي بما في ذلك اسعار النفط ومصروفات الغذاء بـ4% في الشهر الماضي بالمقارنة مع نفس الفترة من العام السابق ليسجل الرقم الاعلى منذ أبريل من عام 2009. وبالمقارنة مع شهر يوليو الماضي، ارتفع التضخم الأساسي بـ0.3% ليسجل نموا للشهر العاشر على التوالي.
وبالعودة الى موضوع ارتفاع  متوسط الأعمار، فالعقلية الكورية المنشغلة بتحقيق الربح والوفر المادي ليست مسرورة بالعمر لمديد لمن اصبح غير قادر على الانتاج. ولهذه الغاية، اعلن متحدث من الحكومة الكورية عن "بدء البحث في أمثلة معنية للدول المتقدمة الرئيسية في أوروبا وأمريكيا الشمالية من أجل تطوير سياسات لمواجهة "عصر الـ 100 سنة من العمر".
لم يفرح الكوريون او يعتبرون الامر ايجابي كمؤشر مثلا على الجودة اوالتطور التكنولوجي طبيا، انما اعتبروا الامر نقمة على الحكومة مواجهته. أجرى المعهد الكوري للشؤون الصحية والاجتماعية على حوالي 1000 مواطن كوري للتعرف على وجهات نظرهم حول ظهور عصر الـ 100 سنة من العمر. وحول سؤال مفاده " هل تعتقد أنّ عصر الـ 100 سنة من العمر نعمة؟" أجاب 28.7 % منهم بنعم بينما أجاب 28% منهم بأنه قد يكون نعمة أم نَقَمَة. و43.3 % منهم بلا. وحول أسباب ذلك، قال 38.3% منهم إنّ فترة الشيخوخة طويلة بصورة مفرطة، و30.6 % منهم بأنّ عصر الـ 100 سنة من العمر ليس نعمة لأنه قد يسبب مختلف قضايا كبار السن بما فيها الفقر، والمرض ، والعزلة، والوحشة وغيرها. كما قال 24.1 % منهم إنهم لا يريدون أن يلقوا العبءَ على أبنائهم.
والجدير ذكره ان سن التقاعد في كوريا الجنوبية (60 عام في معظم المجالات) هو موضوع خلاف اجتماعي حاد بين من يطالب برفعه و منيطالب بخفضه. الامر يتعلق بطاسلوب المواطن العامل "كغبي" (بحسب تعبير امين عام الامم المتحدة الكوري بان كي مون) في احتساب عبئ ما  بعد التقاعد اقتصاديا ثم نفسيا. بعضهم يسعى الى ايجاد الحلول لتوفير الحياة السعيدة لمن اصبح في سن التقاعد ولو وصل عمره الى 100 عام اما الحكومة فبنتيجة البحث في تأثيرات عمر ال100 عام قررت سبل لمواجهة الامر.

هاي سيل جونغ (하의실종) : اختفاء الملابس السفلية


إهاي سيل جونغ (하의실종)  الكوري: كلمة "هاي" تعني الملابس السفلية (البنطلون أوالتنورة)، وكلمة "سيل جونغ" تعني "اختفاء" وتستخدم هذا التعبير للنساء اللاتي يرتدين التنورة القصيرة أو البنطلون القصير جدا. ومن الممكن أن نجد بسهولة الفتيات الكوريات اللاتي لبسن بشكل "هاي سيل جونغ" في الشوارع العاصمة سيول.

وهذا ناتج عن متابعة الكثير من الفتيات الكوريات النَجمات الكوريات اللواتي يلبسن بشكل "هاي سيل جونغ" وهن يقمن بحمية للحصول على الجسم النحيل والجذاب مثلهن.

وعلى الرغم من ان الافراط في انقاص الوزن ظهر واضحا بتفشي أمراض البول السكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل لدى الشباب، لا زال الكثير من الفتيات الكوريات يقمن "بالرجيم" للغاية ذاتها. وينذر الاطباء في مستشفى جامعة سيول الوطنية بما هو اعظم وهو الانتشار السريع لبض الامراض الاكثر خطورة مثل  لسوء التغذية وفقر الدم واختلال هرمون الغدة الدرقية وهشاشة العِظام.

تشير الدراسات العلمية انه يجب  تناول الغذاء المتوازن المتكامل فى كل وجبة من مجموعات الطعام للحفاظ على الصحة خصوصا في مرحلة المُراهَقَة. ولكن تظهر الاحصائيات في كوريا الجنوبية زيادة حادة في اضطربات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي عند المراهقين بما نسبته 60% مقارنة بخمس سنوات مضت. كما تبين الارقام ان النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث تتضاعف نسبة إصابتهن عن الرجال بأكثر من خمسة مرات، وبعض النساء يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة "للرجيم" الارعن.






خطة ذكية

من المعروف ان اللجان المنظمة للالعاب الاولمبية و غيرها من البطولات الرياضية العالمية في كل اصقاع الارض تطلب دائما المتطوعين الشباب للقيام باعمال الداليل السياحي لارشاد الوافدين خلال دورات الالعاب. عادة الصفات المطلوب توفرها في المتطوع لهذا العمل هو اتقان لغته الام اضافة الى لغة البلد حيت تنظم الالعاب وان يكون عمره اقل من 26-24 سنة (بحسب البلد). اما الفائدة التي تحفز المتطوع لهذا العمل فهي زيارة البلد مجانا، لا يدفع للمتطوعين اجورا ملفتة لكن تذاكر سفرهم والاقامة في البلد المضيف دائما مجانية.
مع الانتكاسات الاقتصادية المختلفة، يبدو ان الخزينة الكورية في سيول لم تعد تحتمل هذه الاعباء فعمدت الى طلب اساتذة لتعليم اللغة العربية الى المواطنين المحليين ليكونوا ادلاء بدلا عن المتطوعين العالميين. فكرة اقتصادية لتوفير الاموال، النتائج التجريبية ظهرت خلال البطولة الدولية لألعاب القوى الجارية حاليا في ديه غو وهي غير سارة اذ انه لا يمكن للكوري الذي لا يجيد نطق العديد من الاحرف الموجودة في معظم لغات العالم ان يدرس ويتحدث اللغة العربية مع العرب باقل من ستة اشهر وفي ظروف نفسية ضاغطة. كما ان المشكلة الثانية هي في قلة عدد الكوريين المتحدثين باللغة الانكليزية وبالتالي لا يمكن الاستعانة بتلك اللغة اذا تعذر التواصل باللغة العربية. مع فشل هذه التجربة،  بدأ منذ ايام مركز إنتشون للتبادل الدولي بتدريس اللغة العربية مجانا للمواطنين المحليين الراغبين في ذلك. مدينة اين تشون سستستضيف  دورة الألعاب الآسيوية لعام 2014. وخلال زيارة لمركز إنتشون للتبادل الدولي تين ان هذه الدورات لا تقتصر على اللغة العربية فقط، فقد بدأت البلدية في تنظيم دورات تعليمية للغات اجنبية عديدة على منها اللغة العربية والروسية والفيتنامية والصينية واليابانية بالإضافة إلى اللغة الانجليزية. ويأمل المنظمون ان يقوم كوريين ممن يتابعون هذه الدورات باعمال الترجمة التطوعية في اثناء فترة الدورة الآسيوية. لا يزال الوقت مبكر لمعرفة امكانية ان يتقن الكوري للغة العربية او الصينية خلال عام ونيف ولكن واضح انهم تعلموا من التجربة الاوالى فبدأت دورات التعليم مبكرا.
حبذا لو يفكر العرب بالاقتصاد وتوفير اموالهم لدعم المواطنين القادرين على القيام بما تقوم به العمالة الاجنبية وهذه التجربة في كوريا ملفتة للانتباه كيلا يتهمنا البعض بالنغلاق او الرجعية او التعصب ....

من جهة اخرى، بدأت كوريا الشمالية ببذل الجهود لجذب  السياح الأجانب، كوريا الشمالية قامت بإعادة إصدار التأشيرات إلى الأوروبيين التي كانت توقفت خلال السنوات الماضية. كما نجحت في تنظيم مسابقة الجولف للأجانب في شهر مايو الماضي  بالقرب من مدينة بيونغ يانغ . وكالة "كوريو" للسياحة، في بكين، العاصمة الصينية، هي وكالة تقدم خدمات السياحة في كوريا الشمالية للأوروبيين، أنشأها رجل بريطاني عام 1993 وتقدم برامجا سياحية. وقد نقلت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية أن السياح الأوروبيين لكوريا الشمالية يسمح لهم بزيارة بعض المعالم في مدينة "بيونغ يانغ" فضلا عن قرية بان مون جوم بالمنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين.
وهناك صورا على الانترنت تظهر بعض الأجانب يستمعون الى المرشدات الكوريات الشماليات اللواتي يتقن اللغة الإنجليزية  بلهجة بريطانية. وقال أحد المسؤولين البريطانيين في وكالة "كوريو" في مقابلة أجرتها وكالة "جوسون" الكورية الشمالية إنه زار كوريا الشمالية مع السياح الأوروبيين حوالي 70 مرة. وحسب هذا المسؤول فإن السياح الأوروبيين يريدون أن يتأكدوا من واقع كوريا الشمالية بأنفسهم . كما يزورون بعض الأثار التي تعبر عن التاريخ والثقافة الكورية الشمالية للاتطلاع على ماضي وحاضر كوريا الشمالية ، وأغلبهم يشعرون برضا كاف عن هذا البرنامج. وأضاف أن السياح الأوروبيين لكوريا الشمالية عادة يعبرون عن أسفهم الشديد على استمرار الانقسام في شبه الجزيرة الكورية في ظل توجه عالمي الى التوحد وانشاء التحالفات المبيرة مثل توحد المانيا واليمن منذ اكثر من 20 سنة وقيام وحدة اقتصادية في اوروبا متناسية الانقسام التاريخي بين المحورين الشرقي والغربي.
وفي اطار منفصل يتعلق بكوريا الشمالية برز الى الواجهة تعهد قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية الجنرال"جيمس ثورمان" (وهو يحمل الجنسية اللبنانية ايضا) بالمنع الكامل لاستفزازت كوريا الشمالية. وقال في أثناء اجتماع نظمته اللجنة البرلمانية للدفاع الوطني الكورية الجنوبية. إنه سيبذل كل الجهود لقمع استفزازات كوريا الشمالية.

ترافق هذا التصريح مع الاعلان الرسمي عن زيارة لرئيس البرلمان الايراني على لاريجاني  إلى كوريا الشمالية الأحد المقبل. الزيارة مدتها 3 ايام وتهدف إلى مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي يتبعها زيارة الى الصين. مما يثير بعض الاسئلة عن نوعية ومجالات ذلك التعاون مع ما لدى  كوريا الشمالية وإيران من مشاكل مع دول غربية تتعلق بجهودهما في المجالات  النووية وتطوير الصواريخ.





الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

بعد نكسات في حركات التصدير، تنشيط السياحة في كوريا الجنوبية باستخدام الاسلام والعري

يشير هذا التقرير الذي اعده التلفزيون الكوري الى ان بداية الاسلام في كوريا تعود الى عام 1349 ميلادي حيث يوجد شاهد قبر لرجل كوري مسلم توفي في هذا العام قبيل انتهاء شهر رمضان



د. عبد الوهاب زاهد مفتي عام كوريا، ولد وعاش فترة من حياته في مدينة حلب السورية، استقر وأنشأ عددا من المراكز الإسلامية في كوريا الجنوبية. يهتم بأحوال المسلمين في كوريا ، ولديه رؤيته لتعايش المسلمين في المجتمع الكوري. بضعة الاف من الكوريين اعتنقوا الديانة الاسلامية ويعود الفضل اليه والى الدعم الغير محدود من المملكة العربية السعودية . وقد ازدادت فرحة عدد من المسلمين مع تصديق الحكومة خلال اجتماعها برئاسة  رئيس الجمهورية  لي ميونغ باك في الثلاثين من آب اغسطس 2011  على قانون يعترف بتعدد الزوجات معللا ذلك بوضع خاص يتعلق بلأسر المفرقة بين الكوريتين، وكذلك السماح بتقديم التبرعات من الكوريين الجنوبيون الى كوريين في  جمهورية الشمال الاخ العدو. مع الامل ان تتجاوز شبه الجزيرة الكورية هذا الانقسام التي انفردت بالاحتفاظ به على عكس ما جرى في دول اخرى من العالم لا سيما المانيا واليمن.

ولكن الفرحة بالعيد شابتها بعض المقالات الاعلامية في الاعلام الرسمي الكوري. يدور الحديث في كوريا عن تطور السياحة ونموعها وحاجة كوريا الى هذا القطاع وتطويره، هذه الحاجة اضحت ماسة جدا مع تراجع ارباح الصادرات الكورية في اكثر من مجال وكوريا في سبيل ذلك تستعد لافتتاح غابة للعراة لتشجيع السياحة ولزيادة عدد الوافدين. صحيح ما يقوله الاعلام الرسمي في كوريا:
" اصبحت كوريا من الدول الشديدة التطور والتميز في العالم من ناحية صناعة وتكنولوجيا، وصارت عملاقا إلكترونيا بارزا وماردا إلكترونية حقيقيا، وصار لها في كل فجر جديد فتح جديد في مجال المعلومات والاتصالات وهي ربما تحتل المرتبة العالمية الأولى انتشار شبكات الإنترنت السريع، ... حسب إحصائيات مؤكدة ، صار كل شاب في كوريا يحمل جهاز كومبيوتر محمول أو تلفون ذكي أو جهاز إلكتروني متطور من أي نوع، حتى أن من بين المشاكل التي تعيشها كوريا الآن مشكلات مثل الإدمان على شبكة الإنترنت وممارسة الألعاب الإلكترونية المختلفة حيث يقضي العديد من الشباب أغلب ساعات اليوم أمام شاشات الكومبيوتر حتى أن الكثيرين يصفون المجتمع الكوري اليوم بأنه مجتمع إلكتروني افتراضي عنكبوتي".

الاعلام الكوري الرسمي افاد ان  نظرة على بعض الارقام الغير سارة المفرج عنها حديثا المتعلقة بالصادرات الكورية الى العالم تفيد تؤكد على ان شراسة المنافسة تزداد مع صباح كل يوم جديد، مما انهى سطوع نجم كوريا في مجال بناء السفن وصناعة المنتجات البترولية التي كانت حتى نهاية العام الماضي من بين أكبر الصادرات في كوريا وقيمة عائداتها لهذا العام 36.1 مليار دولار. اما الصادرات الكورية الجوهرية والمعروفة من أشباه الموصلات والتلفونات النقالة والتلفزيونات ومنتجات المعلومات والاتصالات عموما، لم يكن أداؤها بالشكل المطلوب مما انعكس سلبا على التصدير الذي اضرت به ايضا المشاكل الاقتصادية العالمية. "تراجع كذلك مركز صناعة المعلومات والاتصالات لتحتل كوريا المركز الثامن بدلا من السادس عالميا. صعود معدل صادرات المنتجات البترولية مرده صعود وارتفاع الأسعار العالمية للنفط مما انعكس على سعر التكلفة بالنسبة للوحدة الواحدة. كذلك فإن الطلبيات المجزية التي كانت قد انهالت على كوريا في الأعوام 2007 و2008 تم إنجازها وتسليمها الآن وتسلمت كوريا عائداتها بالكامل. وعلى العكس من ذلك فإن منافسي كوريا في مجالات مثل أشباه الموصلات نجحوا في زيادة قدراتهم وطاقاتهم التصديرية مما غمر السوق بالكثير من المنتجات المنافسة وأدى إلى تدني الأسعار." وتضيف التقارير الرسمية "صناعة أشباه الموصلات التي كانت اللاعب الأبرز بالنسبة لصادرات كوريا قد تراجعت بسبب تراجع الأسعار العالمية حتى وصلت للمركز الخامس ، كما أن صناعة التلفونات الجوالة التي كانت تحتل المركز الثاني حتى عام 2009 تراجعت هي الأخرى بسبب المنافسة الضارية من عمالقة عالميين مثل "ابل" ، حتى تقهقرت للمرتبة الثامنة. لكن ، على كل حال ، فإن الأمر لا يدعو للقلق، فالاقتصاد الكوري منطلق في نموه والصادرات مستمرة في أدائها الجيد ."
حسب تقرير تحليلي صادر عن الأمم المتحدة ، فإن تركيبة صادرات كوريا تغيرت بنسبة 84% بين العامين 1960 و2000. ومن بين 97 دولة شملها التقرير فإن التغيير الذي اعترى كوريا في مجال شكل ونوعية الصادرات كان من بين الأكبر والأكثر تأثيرا على شكل الاقتصاد. التغيرات الأخيرة على صعيد التجارة العالمية لم تكن في مصلحة الاقتصاد الكوري
هذا ويفيد معهد البحوث الاقتصادية التابع لشركة LG الكورية ان الصادرات الوطنية تستفيد حاليا  من الازمة اليابانية نتيجة الهزة الارضية والتسونامي وان تعافي اليابان سيحرم كوريا من 30 % من مجمل صادراتها لهذا العام المتراجع اصلا عن معدلات العام 2008 و 2009 ما قبل الازمة الاقتصادية العالمية. " تمكنت اليابان من الخروج من عمق الأزمة التي اجتاحتها. وهناك عوامل أخرى مثل الديون في أوروبا والمشكلات المالية في الأسواق الأمريكية وكلها تتضافر لتسبب عائقات للصادرات الكورية. انكماش الطلب في أسواق الدول المتطورة يعني بالضرورة انكماش حجم الصادرات الكورية التي تمثل تلك الأسواق موردا مهما بالنسبة لها. وأي توجه للعملة الكورية للارتفاع في وجه الدولار الأمريكي أمر سيكون له انعكاسات سلبية على حركة الصادرات الكورية التي ستكون أسعارها أعلى في السوق العالمية وقدراتها التنافسية بالتالي أقل." اما ارتفاع سعر الدولار فهو يؤدي الى زيادة الاسعار على كل المواد الاستهلاكية في الداخل مما ينعكس سلبا على الحياة اليومية للمواطن الكوري الذي حاول ايصال صرخته ووجعه من زيادة سعر وجبة الغذاء اليومية من 5000 وون كوري الى 10000 وون كوري في حين لم تتطرأ اي تعديلات على الرواتب.
حدوث ركود في الاقتصاد العالمي وتخفيض القدرات الائتمانية للولايات المتحدة والمتاعب المالية التي تعتري القارة الأوروبية أمور ذات آثار سلبية كبيرة ستؤذي الاقتصاد الكوري خلال النصف الثاني من هذا العام.الامل الوحيد هو بتعديلات يجري دراستها في ناحية النوعية والسعر تعوض عن تراجع معدلات النمو. يضيف التقرير ان "لا بد لكوريا من تبني أسس وقواعد قائمة على الاختيار والانتقاء والتركيز في عالم إلكتروني متغيّر. على كوريا أن تختار مجالات منتقاة تعتمد على التفوق الإلكتروني ذي القيمة المضافة والمهارات التقنية العالية وليس على الكثافة العمالية. مطلوب من كوريا الاستثمار المجزي في هذه المجالات من أجل ضمان التفوق التقني على منافسيها. لا بد لكوريا من أن تسعى لتحقيق وجود محسوس ومؤثر لها في مجالات مثل المنتجات الكيمائية والطبية والميكانيكية وقطع الغيار والأجزاء والآليات. لا بد من تعلّم واقتفاء أثر دول كبرى ومتطورة في هذا المجال مثل ألمانيا واليابان. لا بد من السعي لتأمين أسواق مستقبلية مجزية. الأوضاع الاستثمارية في كوريا ما زالت هشة مع زيادة حادة وكبيرة في مجال القدرات التنافسية الخارجية المتزايدة والتي تشكل تحديا كبيرا."
اذا الاوضاع ربما تتجه من سيئ الى اسوأ مما يدفع الى التفكير بموارد جديدة قد تؤمنها السياحة مثل غابات للعراة سيتم افتتاح اولها قريبا جدا لتكون مؤشرا على امكانية الاستفادة من قطاع السياحة. لكنه بلا شك مؤشر سلبي يحرم كوريا الفرحة بازالة تصنيفها من على لائحة البلدان المروجة للسياحة السوداء (سياحة الجنس).  لهذا يجري تسويق المشروع محليا وخارجيا على انه يقع في مجال الإصحاح البيئي والتنمية الخضراء، والعودة الى الطبيعة حيث الغابات  الكثيفة المنتشرة على الجبال والتلال والمرتفعات الكورية تسير جنبا الى جنب مغ الغابات الرقمية الإلكترونية التقنية المعلوماتية المتطورة.
بدأ البعض فعلا في ممارسة العودة للطبيعة عبر السفر والتنزه في المناطق الريفية في كوريا من أرياف وبوادي وتلال وجبال ووديان وأنهار وشواطئ وسواحل بحرية والإقامة في استراحات أو حتى معسكرات هناك حسب المواسم والفصول، هذا البعض يرى العودة الى الطبيعة لا تكتمل الى اذا عاد كما خلقته امه.

اولى تلك المشروعات الجديدة جرى افتتاحها القانوني الرسمي خلال الأيام القليلة، مترافقة مع نهاية شهر رمضان المبارك واحياء ليالي القدر.
حيث ظهرت طلائع عديدة من  العراة في منطقة جنوب شولا في إكوتوبيا Vivi Ecotopia حيث امكن لزوار الغابة التجول في العديد من الأماكن داخلها وهم عراة. هناك بعض الأماكن في الغابة حيث يتطلب الدخول إليها ارتداء ساتر ورقي مصمم بشكل بدائي الشكل لستر العورة والأجزاء الخاصة أثناء دخول المطاعم أو المقاهي أو الحانات أو عند المرور ببعض مناطق الغابة المطلة أو المفتوحة على الطريق العام.
 ولمراعاة من اغضبهم الموضوع من المحافظين اجتماعيا في كوريا هناك حديث عن تقسيم الغابة إلى ثلاثة أقسام ، قسم مخصص للرجال، وآخر للنساء، وثالث مختلط للأسر والراغبين، وذلك يشبه السونا الكورية حيث هناك اجزاء يرتدها الزوار وهم عراة للسباحة والاستحمام والتدليك مع فصل بين الااث والذكور. ستضم الغابة عددا من المنتجعات الطبيعية البدائية مثل الأكواخ الطينية حيث يمكن للزائر التمرغ للفترات التي يريد داخل أحواض من الطين الطبيعي وفي الأوحال ثم الاستحمام بعد ذلك في داخل حمامات معدنية طبيعية ساخنة تتشابه مع تلك الرائجة في اليابان. حيث من المتوقع ان تستقطب كوريا هؤلاء المستاحين بدل من اليابان حيث الاسعار اكثر حرارة.
يجري تسويق الفكرة اذا في إطار استثمار الطبيعة أو العودة للطبيعة  كوسيلة للعلاج والراحة النفسية والانسجام في الطبيعة للهروب ولو لفترة وجيزة من ضجيج المدينة وزحامها وإيقاع الحياة فيها المسبب لتلف الأعصاب. ويمكن بالطبع فهم الأمر في هذا السياق لكن كان من الافضل الانتظار قليلا كيلا تترافق مع مراسم احياء احتفالات دينية لمسلمين ما زالوا اقلية صغيرة في بلد اكثر ما يعرف هو ثقافة الاستهلاك.

رسالة خبيثة: أعمل كغبي وأحلم كعبقري

 أعمل كغبي وأحلم كعبقري عبارة تثير ردات فعل سلبية لا سيما في الاوساط الكادحة  وهي تذكرني باستعمال بعض رجال السياسة في  الدين لعبارات مثل ان الله مع الصابرين وغيرها لمواساة الفقراء واقناعهم بان غياب العداالة الاجتماعية يعوضه العدالة الالهية او لنهيهم عن الثورة ضد الحاكم الجائر.
                                           للمزيد من صور اجزاء مدينة سيول المخفية راجع ارابط التالي
                                          http://www.democraticunderground.com/discuss/duboard.php?az=view_all&address=439x1207515
ولكن الرسالة الخبيثة : أعمل كغبي وأحلم كعبقري صدرت عن اعلى منصب اممي وهي لا تمت للاسلام والمسلمين بصلة، انه امين عام الامم المتحدة الكوري الجنسية  بان كي مون يحاول تصدير التجربة الكورية الجنوبية الى العالم. تلك العبارة تمثل بحق احد اهم مفاتيح التقدم الفائق السرعة والقفزة النوعية المسماة معجزة نهر الهان. مع انتشار مفاهيم التنمية المستدامة حول العالم، يتجاهل اصحاب السلطة والمال والاعلام ان تلك التنمية ترتكز على ثلاثة محاور اساسية هي البيئة والاقتصاد والمجتمع. اي ان التنمية الاجتماعية تتساوى بالاهمية مع تلك الاقتصادية لتكون فعليا تنمية مستدامة . وهذا ما لم يحصل في كوريا كما في العديد من الدول الاخرى.
 امين عام الامم المتحدة الذي تم التجديد له لولاية ثانية بالتزكية لا يريد او لا يمكنه الاحتفاظ بسر، وهو سر نجاح فوزه بالتزكية لولاية ثانية. مفتاح هذا النجاح انه كان محامي كل الدول القوية ضد الشعوب الفقيرة بمن فيهم فقراء شبه الجزيرة الكورية بشطرييها الجنوبي قبل الشمالي. تبنيه ودفاعه عن كل السياسات الظالمة لا سيما الاميركية جعله المرشح الامثل والوحيد.


ولان عالم الاقوياء بارع في تلميع وجهه، اعتبر با كي مون ان استنزاف العمال والكادحين انما ينطلق من مبدأ فلسفي عظيم هو قبول العامل ان يكون غبي وبالتالي سيقوم بعمله لصالح اربابه مهما كانت الظروف والشروط، اما  الاجر او المردود المادي المالي الجيد  فانه بالتاكيد  جزء من الحلم. لكن السؤال هو اين العبقرية في ذلك؟ هل يمكن لمن يرضى العمل بغباء ان يحلم بعبقرية؟  خلال حياتي اليومية في سيول عاصمة كورية الجنوبية امعنت في مراقبة هذا النوع من الناس، العاملون بغباء كما اسماهم الامين العام. وانا لا اجد ان توافر كل انواع واوجه التكنولوجيا الاكثر تقدما ربما في العالم تساعد في تنمية احلامهم بطريقة عبقرية. بغض النظر عن كيفية تطوير واستعمال التكنولوجيا الكورية، هذا موضوع ممكن التحدث عنه لاحقا، من يرضى بالهمل كغبي يرضي العمل 10 ساعات حد ادنى يوميا لا تحتسب ضمنها ساعة للغذاء وساعة للعشاء ودائما نضيف اليها ساعة (في افضل الحالات) وهي للمواصلات بين مكان السكن والعمل في قطار الانفاق او اكثر عند استعمال الباص او السيارة او الدراجة، وحتى المشي. اي ان نسبة الساعات المخصصة للعمل كغبي هي 50% من ال24 ساعة في اليوم. اذا هي بالحد الادنى 10 ساعات عمل وساعة للغذاء وساعة للمواصلات (اذا كنت محظوظا و هي عادة ساعة ذهاب وساعة اياب) و ست ساعات نوم (الحد الادنى للحفاظ على الجسم البشري لانسان بالغ). يبقى 8 ساعات للراحة والعائلة والحلم. لكن في كوريا العمل لساعتين اضافيتين غير مدفوعة الجر امر عادي وقانوني فيبقى للحلم 6 ساعات. نصف ساعة لترويقة سريعة او شراء اي شيئ من الاكشاك، ونصف ساعة للدخول الى الحمام صباحا وغسل الوجه وارتداء الملابس .. بقي 5 ساعات. اي حديث مع صديق او احد افراد العائلة او ... ساعة كحد اقصى او لشرء فاكهة او اي حاجة اخرى بقي اذا 4 ساعات. لكن من يمضي 10-12 ساعة عمل يوميا لا يمكنه المثابرة في كوريا اذا لم يتبع الاسلوب الكوري وهو المشروبات الكحولية على العشاء. هذا يعني فقدان القدرة العقلية السليمة او الضرورية لتتمكن من الحلم كعبقري. اي ان ال4ساعات الحرة الموضوعة بتصرف العامل كغبي هي للتلذذ بما يشتهيه شخص لا يسيطر فعليا على نفسه وعادة ما يقوم العامل كغبي في كوريا بالذهاب الى غرف الغناء مع اصدقائه (نوري بانغ - كاراوكيه) او غرف مشاهدة الافلام (د ف د بانغ) وهناك احتمالات اخرى ( بعضها غير محتشمة في محلات تستعمل الاضواء الزهرية وهي للراشدين فقط)  لمدة ساعة للتنفيس عن الضغط النفسي. اي يبقى 3 ساعات ضمنها الدخول للحمام لقضاء الحاجة والتفكر في حلم عبقري.


الموضوع ليس للتهجم على نمط الحياة تلك، كلنا نحترم العمل البارع  الذي سمح بما حققته كورية من تقدم لكنني توجهت ببعض الاسئلة الى اصدقائي الكوريين:

س: ما هو حلم حياتك ؟ هذا الموضوع فقط قمت بتوثيق الاجابات عليه
ج 1: امتلاك شقة (للعبقريين،  5 اشخاص  من 100 توجهت اليهم بالاسئلة ذاتها)
ج 2: متابعة الدراما الكورية ( 32 من مئة كلهم من الفتيات)
ج3 : الفوز بزوج كوري (قليل الوجود) او اجنبي(صعب المنال بسبب اللغة)  يحترمني كامرأة ويحافظ على حقوق المرأة التي نسمع عنها في بلدان اخرى (مقصود الولايات المتحدة الاميركية او كندا) (11 من مئة)
ج 4 : زوجة جميلة ولديها عمل جيد ومخول مادي يدعمني (7 من مئة)
ج5 : زوجة اجنبية تفتح لي الفرص الى الحياة العائلية السعيدة (2 من مئة)
والباقي اجابوا باشياء تتعلق باللهو والتسوق و بعض الامور الغريبة مثل المشي عراة في الشارع او امور شريرة كابتزاز آخرين للحصول على المال ...

س : لماذا ترضى ان تمضي نصف يومك عاملا بكد مستنزفا طاقتك الم تسمع او تقرأ عن الثورات الاجتماعية في بلدان اخرى؟
ج 1: انا بحاجة للمال لا افكر باب موضوع آخر (احدهم قال : شراء شقة افضل من "الثورات الغبية")
ج 2 : اريد بناء كوريا قوية تتفوق على الصين واليابان
ج3: لم افكر بهذا مطلقا ليس عندي وقت لذلك



وللموضوع تتمة
لكن قبل الختام اليكم نبذة عن بان كي مون الشخصية ال... كما اوردتها الاذاعة الكورية الرسمية:
...وعندما نجح بان كي مون في شغل المنصب الدولي المرموق في المرة الأولى أشفق عليه الكثيرون ممن اعتقدوا أنه لن يتمكن من إظهار أي نوع من التميز والقيادة... كما اتهمه آخرون بأنه شخصية باهتة مفتقرة للبريق والكاريزما ... غير أن بان كيمون نفسه كان يعلم جيدا أنه يمتلك مزايا وخواص وصفات أخرى كفيلة بمساعدته ... وقد ضمن تلك الرؤية بوضوح في كتاب سيرته الذاتية الذي نشر قبل فترة وباع ما يقارب مائتي ألف نسخة ً Work like a fool and dream like a genius.
والحقيقة أن كل من قرأ كتاب السيرة الذاتية لا بدّ من أن يكون قد خرج بانطباع أن حب وتقديس العمل كان نقطة القوة الجوهرية الرئيسية لدى بان كي مون والتي تعوض كثيرا عن الافتقاد للجاذبية الشخصية أو القدرات الكاريزمية النمطية.... أتيحت له الفرصة عندما كان طالبا لزيارة الولايات المتحدة حيث تمكن وقتها من لقاء الرئيس الأمريكي الراحل جون كندي ... ويتحدث عدة لغات بطلاقة بجانب الكورية ومن بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية ... لتحقيق حلمه بدأ طيرانا كالفراشة حيث تخرج من الجامعة عام 1970... ودرس  في جامعة هارفارد بدعم من وزارة الخارجية الكورية، وشغل العديد من المناصب الدبلوماسية قبل أن يشغل منصب وزير الخارجية في كوريا.
بان كي مون شخصية... صار اسمه يتردد على كل لسان في العالم وأصبح رديفا للنجاح والتميز وحقق بعض ما يوحي به معنى اسمه باللغة الكورية ... اسم بان كي مون يعم ربوع العالم من أقصاه إلى أدناه.

الجمعة، يوليو 01، 2011

led shoelaces

The favorite gift of kids and it is popular in China,South Korea and Japan

الجمعة، يونيو 24، 2011

كوريا الجنوبية: اعلى نسبة انتحار في العالم

يسجل انتحار 12000 كوري خلال العام بحد ادنى 33 حالة انتحار باليوم. تلك هي اخطر نتائج مركز الاحصائيات الوطنية في سيول  اذ من المرجح ان تتربع كوريا الجنوبية لسنوات في المرتبة الاولى في حين تحتل اليابان المركز الثالث.
 وتشير الدراسات الجامعية ان هذه المشكلة بدأت بالانحسار سريعا في اليابان بعد الكارثة الطبيعية الاخيرة في شهر مارس الماضي، حيث رب ضارة نافعة، بعد ان عادت الحوافز المشجعة على الكد والاجتهاد لاعادة اعمار ما جرفته التسونامي ولاعادة تحسين الاوضاع المعيشية لمن نحب على صعيد العائلة والمدينة والعمل احيانا. اما في بلاد الخالة "كيمتشي" فالمؤشر سلبي جدا، اذ يعيش الكوري حياته لاهثا وراء الحلم المدبلج اعلانيا في ظل منافسة مستعرة على الصعيد الوطني والاقليمي. والمؤسف ان الاحصاءات دلت على ان الكوري يفضل الانتحار على مواجهة الحقيقة كما هي عندما تخالف حسابات البيدر في الحياة العملية اوهام الدراما الكورية والاحلام الناتجة عن البرامج التعليمية المتطرفة. تلك هي عينة من خلاصات دراسات جامعية لطلاب من دول مختلفة  اهتموا بالموضوع.

اما للاجانب (او الخارجيون اذا ترجمنا بدقة لغة الهان) الذين يعشون في كوريا الجنوبية، فلا شك انهم اعجبوا بهذه البلاد واهلها يوم وصلوها و منذ ان سمعوا عن معجزاتها. لكن هذه الصورة لا تلبث ان تتغير عندما نتعرف على القوانين الكورية التي ما تزال تحفظ للرجل حقه بتعذيب زوجته جسديا ونفسيا الى حد الايذاء الشديد بغية تاديبها اوتعليمها او غيره لا سيما بعد منصف الليالي حين يسيطر السكارى على الاوضاع. والتلامذة تحرروا من هذا الخطر الجسدي مؤخرا ً بعد ان كانت المقولة البالية (يا استاذ لك اللحم ولنا العظم) مشرعة بحسب القوانين الاشتراعية (والشواهد بالصوت والصورة كثيرة على معظم المواقع المعروفة عالميا على الانترنت). اما الاغرب من هذا كله ان حلم حياة الترف والبذخ يسيطر على الاكثرية الساحقة من الجيل الجديد المؤمن بما يشاهده على شاشة هاتفه المتطور من دراما وطنية بعضها بدأ يعرض على الشاشات العربية منذ سنوات، لكن الارقام تؤكد ان تلك الاحلام شبه مستحيلة المنال في بلاد لم تعرف الانفتاح ولا الانخلاط اللا بجهود متواضعة منذ بضع سنوات.
واللافت ان الانتحار في كوريا خطر يهدد الجميع فمن ضحاياه رؤساء وساة اضافة الى اغنياء ورجال اعمال وفنانون جنبا الى جنب مع رياضيون ودكاترة واصحاب مهن حرة مرورا بتلامذة المدارس واولياء امورهم من كل الفئات الاجتماعية والعمرية. ربما الفئة الوحيدة المحظوظة في كوريا هي اعداد المختلين عقليا وما اكثرهم في الساحات العامة والمترو وهم يتجولون في كل الامكنة اللا انهم يكرهون الجامعات ويتوددون للاجانب.

اما  رأي المختصين والاعلاميين في كوريا فلا يتعدى الاشارة الى ان المنافسة الحادة في العمل ومتطلبات الحياة قاسية تدفع اي كان لفعل اي شيء. ويساعدهم في ذلك خبر نشرته korean herald في عددها الصادر في 23 Jun 2011‏ وفيه ان فتاة صينية من مواليد 1990 تعرض عذريتها للمقايضة من اجل الحصول على هاتف ذكي iPhone 4 او iPad 2 وبالنسبة للكوريين هذا يدفعهم للقول ان حالتهم ما زالت بالف خير اذ لم تسجل حالة مشابهة من جانب اي فتاة كورية.
 

الثلاثاء، أبريل 19، 2011

- al-akhbar - عن معمر عطوي (بتصرف)

كوريا تحفظ تراثها رغم تبعيّتها للغرب


الارتباط المطلق بالغرب في الجانبين السياسي والليبرالي الاقتصادي بالمعنى الرأسمالي، لا يمنع كوريا الجنوبية من التمسّك بتراثها الغني وتقاليدها العريقة التي يعكسها جانب من الشارع، رغم مظاهر تغريب تعبّر عن نفسها باعتناق «الستايل» الأميركي في اللباس والطعام ونمط الحياة. صورة حضارية مزدوجة لبلد منقسم إلى شطرين منذ خمسينيات القرن الماضي


تبدو صورة الكوريين الجنوبيين من بعيد كما لو أنهم سلّموا للغرب كل أوراقهم لدرجة الذوبان في حضارة العم سام، مقابل حمايتهم من أشقائهم «المرتدين» في الشطر الشمالي. بيد أن الواقع، بعيداً عن الالتزامات السياسية والعسكرية بين سيول وواشنطن، يشي بصورة أخرى تؤكد تمسّك الكوريين بإرثهم التقليدي رغم المستوى الرفيع من الانفتاح على الغرب. صورة يمكن أن يلحظها المرء من خلال التمسك بالتراث، بدءاً من عيدان الطعام أو الـ«غيوسغالاغ»، مروراً بالترويج المكثّف لأطباقهم التقليدية، وتعصّبهم للغتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وصولاً إلى صناعة السياحة القائمة على التعريف بهويتهم الحضارية ومعالمهم التاريخية التي تحكي قصة السلطة والحروب المتعددة.
ففي هذه الجمهورية الواقعة في منطقة شمال شرق آسيا، بين اليابان والشرق الأقصى جنوباً والصين وروسيا شمالاً، ثمة اختلاف واضح حتى ضمن الجيل الواحد في نظرته إلى الانفتاح الحضاري؛ ففيما يبرّر كاي، الشاب اليافع، تمسّكه باستخدام الـ«غيوسغالاغ » أو «الشوبستكس» بدلاً من السكين والشوكة، معللاً بأنه طريقة صحيّة تجعل المرء يعتاد الصبر ويساعد على هضم المأكولات بهدوء، يشدد زميله يانغ الذي درس في الولايات المتحدة على أن «الفاست فوود» الأميركي أكثر لذة وأسهل إعداداً.


في أحد المطاعم التقليدية، حيث تُقدّم الأسماك على أنواعها، يلتهم سونغ طبقاً من الطعام الشعبي المكوّن من خضر وأسماك وأشياء أخرى، مصرّاً على أن هذا الطعام صحّي أكثر من المأكولات الغربية المشبعة بالدهون. هنا تجد، رغم توافر المطاعم العالمية، أن محالاً وأكشاكاً لبيع الأطعمة الشعبية منتشرة بكثافة، لدرجة تزكم الأنوف لكثرة استخدام التوابل والزيوت.
الكوريون أيضاً يتمسكون بلغتهم. دونغ لا يتقن الإنكليزية جيداً، ويفضّل الحديث عن أهمية اللغة القومية، معتبراً أن «اللغة الكورية غير معيبة»، متسائلاً «لماذا نحن مُجبرون على تعلّم الإنكليزية؟». كلام دونغ يؤكد سبب وجود نزر يسير من الكوريين يتحدثون الإنكليزية، رغم مرور أكثر من ستين عاماً على تحالف كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة.
بيد أن الآنسة لي، كما رغبت في مناداتها، تصرّ على أهمية اللغات الأجنبية لشعبها، قائلة «ما دمنا منخرطين في علاقات دولية واسعة، وما دمنا بحاجة إلى الولايات المتحدة لصدّ الشيوعيين عنّا، ينبغي علينا معرفة اللغات الغربية». يجيب رفيقها ميونغ بحدّة «ماذا نستفيد إذا لم نحترم لغتنا؟ لقد أصبحنا من بين الدول الصناعية الكبرى العشرين «جي 20»، ونحن في تطوّر مستمر مع الحفاظ على هويتنا ولغتنا. لا أجد أبداً أن سؤال الهوية يتعارض مع التطور التقني». ويصل إلى حد التساؤل «لماذا لا يدرس الغربيون لغتنا؟».
الحفاظ على اللغة لم يمنع بعض العادات الأميركية من التغلغل في نسيج المجتمع الكوري، من خلال التأثير الإعلامي الغربي الكبير على الناشئة والشباب، حيث تزدهر الحانات ومرابع الرقص الغربي ومحال الـ«سكس شوب». تبدو بعض تفاصيل الشارع الأميركي على أجساد شبّان ذوي وجوه صفراء دخلوا عالم «الهيب هوب» وقد صبغوا شعورهم بلون أشقر، في محاكاة صارخة للنمط الأميركي، إضافة إلى أن لعبتي «البيس بول» و«الغولف»، أصبحتا جزءاً من التراث الرياضي الكوري.
لا يقتصر صراع الهوية بين جيلين على الطعام، فهناك محاولات دؤوبة للترويج للتراث الكوري عبر رحلات سياحية إلى معالم تحكي تاريخ هذا البلد. لعل الرحلة التي تنظمها كتيبة الجيش الكوري العاملة في جنوب لبنان لمجموعة من اللبنانيين كل ستة أشهر، تصبّ في هذا الإطار.

برنامج سياحي ثقافي

يبدو المشهد جميلاً من خلال الاستقبال الرائع الذي يحظى به اللبنانيون لدى زيارتهم كوريا، ولقاءاتهم مع ضباط خدموا في لبنان، على غرار رئيس قسم القوات الأجنبية في الجيش الكوري، كيم وو شول، الذي استضاف الوفد اللبناني على عشاء في هيئة الأركان، مرحّباً بلهجة عربية مكسّرة «السلام آليكم»، ليتابع بالكورية «أشعر بأن اللبنانيين أهلي وإخوتي. لقد كنتم ودودين جداً معنا في جنوب لبنان. أشكركم». الجنرال كيم، بكل تواضع، أصرّ على توديع الوفد حتى الحافلة التي أقلّته إلى الفندق.
ورغم وجود بعض أبناء الجالية العربية في سيول، إلّا أن لغة الضاد مثل غيرها من اللغات تكاد تكون مجهولة، مع أن هناك قسماً لتدريس العربية في جامعة سيول. لدى وصولنا إلى المطار العسكري في العاصمة، حيث رافقتنا مترجمة «اليونيفيل» جانغ مين كيونغ أو «نجمة»، كما تحب مناداتها، كانت المفاجأة في جواب نجمة لدى سؤالها عن سبب دراستها للغة العربية بقولها «أرى أنها لغة المستقبل». نجمة، التي تتفاءل بمستقبل العرب، خلافاً لأبنائهم، درست في دمشق لشهور قليلة، وهي تتقن العربية الفصحى، لكنها تتوق إلى فهم اللهجات المحكية التي تتعلمها في جنوب لبنان الآن.
أمّا كيون باي بارك، المُجنّد الذي عاد من الولايات المتحدة لخدمة كوريا مدة سنتين (هي فترة خدمة العلم)، فقد اختير لمرافقة الوفد اللبناني خلال رحلته إلى كوريا لتسهيل التواصل مع الأفراد الذين يتقنون الإنكليزية. يبدو كيون متحمّساً للتكنولوجيا، إلى درجة أن «الآيباد» لا يفارقه خلال جولاته، وهو يجد فرصته في إرساله إلى لبنان ضمن وحدة «اليونيفيل»، لأنها تساعده على تحقيق رصيد مالي جيد لدى عودته إلى الولايات المتحدة يعينه على إكمال دراسته الجامعية. ذلك أن راتب المُجنّد (خدمة العلم) في كوريا لا يتعدى مئة دولار، أما انضمامه إلى اليونيفيل فسيوّفر له نحو 1700 دولار أميركي شهرياً. كيون قد يكون نموذجاً للشاب المتأثر بالغرب والمحبّ لبلاده في آن. فرغم أن حياته ومستقبله في أميركا، إلا إن تاريخه وحبيبته التي سيغيب عنها 6 أشهر متواصلة، هما في كوريا.
في اختصار، يُجمع كل من شارك في برنامج «عبر البحار»، الذي تنظمه وزارة الدفاع الكورية، على البعد الثقافي الاجتماعي. فلكوريا الجنوبية، البالغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة، تاريخ عريق وتراث غني غير الصناعات والتكنولوجيا الحديثة. وهذه الحضارة حسبما يرى أحد المسؤولين لا تزال مجهولة بالنسبة إلى العرب. «لذلك تحاول سيول الانفتاح على العالم العربي الذي ترتبط بعض دوله بعلاقات قوية مع بيونغ يانغ».
لعل أبرز المعالم الفائقة الجمال، تلك الواقعة في قصر «غيونغبوك» في سيول. قصر يعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع عشر، أقامت فيه سلالة جوسون الحاكمة، التي اتخذت من هانيانغ (سيول اليوم) عاصمة لها.
هذا القصر الذي يمتد على مساحة شاسعة ويضم في ساحاته العديد من المباني والحدائق والبرك المائية، ضُمّ إلى قائمة الذاكرة التاريخية العالمية في منظمة الأونيسكو. وقد تعرّض لحريق أتى على بعض معالمه، إبان فترة الاحتلال الياباني الأول لكوريا عام 1592.
في «البيت الكوري» يمكن الزائر أن يتعرّف إلى نمط الحياة هناك، في مكان يشبه البيوت التقليدية، يقدَّم في جانب منه الأطعمة والمشروبات من المطبخ الغني بالمقبّلات والوجبات المتنوعة، وفي الجانب الآخر صالة لتقديم عروض فنية وموسيقية ومسرحية تعرّف الزائر إلى مظاهر الاحتفال بالزفاف الكوري والصور الثقافية والفولكلورية. البيت الكوري الواقع وسط سيول في منطقة جونغ كو، بُني عام 1980، في مكان المنزل الخاص للعالم بارك بينغ نيون الذي عاش في عصر مملكة جوسون، في عهد الملك سيجونغ.
من المفيد الإشارة إلى أن المشهد الكوري التقليدي الذي يبدأ مع قصر غيونغبوك يمرّ أيضاً بالقرية الفولكلورية في مدينة «يونغ إن سيتي» في ضواحي العاصمة. في هذه القرية يمكن اكتشاف الحياة التقليدية للمواطن البسيط، حيث التدفئة المركزية على الحطب والبيوت المصنوعة من الطين والقش. تجسّد هذه القرية مشاهد من الحياة القروية والدكاكين الصغيرة وحظائر المواشي والطرقات المُوحلة. كذلك يمكن الزائر أن ينظر إلى طريقة الجلوس على مائدة الطعام وإعداد المأكولات، إضافة إلى الحرف اليدوية البسيطة التي يقوم بها بعض المتطوّعين من كبار السن.
وفي المتحف الوطني الضخم، الذي استضاف في إحدى قاعاته العام الماضي قمة مجموعة العشرين الاقتصادية «جي-20»، موجودات قديمة لا تقدّر بثمن. ففي هذا المتحف الواقع في منطقة يونغ سان غو وسط سيول، تقع عيناك على كل ما هو جميل من جرار وقدور وتماثيل بوذية ضخمة وتحف فنية ومشغولات يدوية مصنوعة من الذهب الخالص أو الخزف والزجاج والنحاس وأدوات الحرب. مبان حديثة جداً، ومزودة بكافة وسائل الراحة والإرشاد السياحي. يتألف هذا المتحف من جناحين، جناح خاص بالمخطوطات وآخر بالرسوم، إضافة إلى الموجودات القديمة على أنواعها، التي خصصت لها أجنحة كبيرة. وهناك متحف خاص بالأطفال مزوّد ببعض ألعاب الفيديو للتسلية.
المفارقة أن العلاقة بين سيول وعواصم الغرب لم تجعل هذا البلد الآسيوي قبلة السياح الغربيين، بل لا تزال السياحة في كوريا تعتمد على الصينيين واليابانيين بدرجة أكبر، رغم التاريخ الأسود الذي صنعته اليابان في كوريا أثناء اجتياح الأولى للثانية في القرن التاسع عشر.


---

تعزيز الروابط الثقافية بين لبنان وكوريا

يشرح سفير جمهورية كوريا لدى لبنان، يونغ ها لي، الهدف من برنامج «عبر البحار» السياحي، قائلاً إنه «يسعى إلى تعزيز الروابط الثقافية وتعريف اللبنانيين إلى حضارة طالما كانت مجهولة بالنسبة إليهم. ويبرّر السفير هذه المشاريع التنموية التي تقوم بها بلاده في الجنوب اللبناني وتنظيم رحلات للبنانيين، بأنها عربون تقدير لموقف لبنان الذي قدّم دعماً إلى سيول ضد بيونغ يانغ خلال الحرب الكورية (1950ـــــ1953). ويشير أحد منظّمي هذا البرنامج المموّل تمويلاً كاملاً من الحكومة الكورية إلى أن مرافقة المجموعات اللبنانية لعديد «اليونيفيل» الذين أنهوا خدمتهم (ستة أشهر) في الجنوب، ومن ثم العودة مع البديل بعد عشرة أيام، يجعل بعض الضباط والعناصر راضين عن ردّهم للجميل الذي شاهدوه في تعاون أهل الجنوب اللبناني معهم، حيث يتابعون كل تفاصيل البرنامج ويقدمون التسهيلات والترجمة لأعضاء الوفد.





المنطقة الأمنيّة بين الكوريّتين: آخر شواهد الحرب الباردة

نقطة تفتيش مشتركة أميركية كورية جنوبيّة في منطقة بانمونجوم الحدودية (أرشيف)

وسط ضباب كثيف وبرد قارس، شقّت الحافلة طريقها من العاصمة الكورية الجنوبية سيول الى منطقة بانمونجوم الحدودية، حيث تظهر آخر رموز الحرب الباردة. هنا الخط الفاصل بين الكوريتين. خط يفصل بين عائلة واحدة ينتمي بعض أفرادها إلى رؤية ماركسية لينينية فيما فضّل آخرون منها سهولة الحياة على الطريقة الرأسمالية، لكن ما فرّقته العقيدة جمعه الذكاء


كانت الرحلة شاقة وطويلة لا تخلو من بعض قلق وتوتر، خوفاً من انفلات الأمور، وخصوصاً في أجواء التصعيد الذي شهدته شبه الجزيرة الكورية خلال الأشهر الأخيرة. قلق يتصاعد داخلك لدى حديثك مع بعض الكوريين الجنوبيين الذين ينظرون الى الكوريين الشماليين على أنهم «مجانين» يمكن أن يغيّروا قواعد الاشتباك في أي وقت. في لحظة التفكير هذه، تأتيك أوامر الضابط المرافق، مسؤول مكتب التعاون المدني العسكري، المقدّم كيم نام هيون، قائلاً «عليكم التزام التعليمات وعدم الحركة من دون سؤالنا، ممنوع عليكم وضع أيديكم في جيوبكم، وممنوع التصوير إلّا لشخص واحد وحسب تعليماتنا».
هو مجرد هاجس لا يصمد طويلاً أمام إدراك حجم البروباغاندا التي يستخدمها الطرفان واحدهما ضدّ الآخر منذ انقسام الكوريتين في عام 1948إلى شمال ستاليني ذي اقتصاد موجّه وسياسة صارمة يحكمها زعيم الحزب الواحد، إزاء جنوب منفتح اقتصادياً وديموقراطي يعتمد تعددية حزبية وانتخابات وحريّات عامة.
بروباغندا تصاحبك عند كل حديث سياسي عن حرب الكوريتين، من دون أن تفكر بتبرئة ساحة الشماليين الذين حوّلوا نظرية إنسانية (الشيوعية) الى غطاء لحكم وراثي خلّد الزعيم الراحل كيم سونغ ايل وأبناءه في جمهورية كوريا الديموقراطية الاشتراكية (الشمالية).
لكن «ارتداد» الشقيق لا يبرّر هذه العلاقة التبعيّة للولايات المتحدة، التي يراها بعض الكوريين ضرورة سابقة لا داعي لها اليوم. بيد أن مدير متحف المدرسة الحربيّة في العاصمة الكورية، يونغ مين شوي، يرى أن دعم الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية ضروري جداً في ظل تهديد الشماليين لشبه الجزيرة بأسلحة غير تقليدية. ويقول يونغ «هم أقوى منا عسكرياً بكثير. نحن لا نصمد أمام هجومهم وحدنا، فهم يمتلكون صواريخ بعيدة المدى وقنابل نووية». ويرفض الضابط يونغ وصف المناورات المشتركة الدورية مع الولايات المتحدة، بـ«الاستفزازية»، مصرّاً على أنّ التعاون العسكري مع واشنطن ضرورة قوميّة.
في منطقة بانمونجوم الأمنية يكتشف الزائر مشهداً مختلفاً عن غيره. هنا تنقسم الحدود الى ثلاثة أقسام؛ القسم الأول بطول 5 الى 10 كيلومترات، فيه الجيش الكوري الجنوبي، ومثله على الجانب الشمالي، وفي الوسط منطقة معزولة السلاح يشغلها جنود غير مسلحين من كوريا الجنوبية وست عشرة دولة أخرى، بينها الولايات المتحدة وفرنسا (700 عنصر). يحتاج زائر هذه المنطقة إلى تصريح خاص من دائرة الهجرة.
نقطع جسر تونغيل «الوحدة» بعد شرح مُفصّل من أحد الضباط التابعين للقيادة الأمنية المشتركة. ننتقل في حافلة أخرى تابعة للقوة المشتركة بمرافقة جندي كوري يُتقن العربية باللهجة السعودية، يقول «والدي يعمل في الدمام بشرق المملكة، وهناك ولدت وتعلمت والآن أخدم بلدي».
يبدو كل شيء مختلفاً، هنا منطقة تشبه محراب الصلاة، تبدأ الزيارة بمزيد من التعليمات والاحتياطات الأمنية وتتواصل بصمت مُطبق وفق نظام مرصوص. عناصر كوريون جنوبيون وآخرون شماليون كلهم من دون سلاح في الغرفة نفسها التي تشطرها الحدود نصفين. ثلاث غرف زرقاء طويلة في كل منها طاولات وكراس عديدة، بينها واحدة أساسية يقسمها «الخط الأزرق». في أوقات التفاوض بين أعضاء لجنة التنسيق المشتركة يجلس الشماليون من جهة منطقتهم، ومن الجهة الجنوبية مفاوضون جنوبيون، بحضور وسطاء دوليين من سويسرا والسويد، ينقلون الأفكار بين الجانبين رغم أن لغة المفاوضين واحدة. طبعاً أثناء هذه الزيارة لم يكن هناك كوريون شماليون، فالمراسم المُتفق عليها بين الجانبين تقضي بانسحاب العناصر الشمالية من الغرفة الى مبنى يبعد أمتاراً قليلة. وفق هذا الاتفاق يحصل الشيء نفسه للجهة الشمالية، حيث ينسحب الجنوبيون من الغرفة حين يستقبل الشماليون وفداً زائراً. أما العناصر الذين يقفون على الجانبين، فهم ملتزمون بدقّة في حال التأهب وانضباط شبيه بوضع حراس قصر بكنغهام الملكي البريطاني. جمود يتحلّى به العنصر على مدار 3 ساعات من أي دون حركة، واضعاً النظارة الشمسية «حتى لا يظهر له جفن يرفّ خلال وقت المناوبة»، حسبما يقول المرشد.
ثمة نقاط عديدة على الحدود، منها إدارية ترشد الزوار وأخرى سياحية، حيث المتحف الذي يتضمّن العديد من المعالم والأشياء المتعلقة بالحرب والمرصد الذي يمكن السائح أن ينظر بواسطته الى مناطق مواجهة من خلال مناظير تعمل بالعملة المعدنية. كذلك هناك متجر يبيع تذكارات من الشمال والجنوب. ولعل أكثر ما هو مثير للاهتمام الأنفاق التي حفرها شماليون هربوا الى الجنوب.
لقد دفع الكوريون ثمن الحرب الباردة غالياً، فقد أدى تقسيم البلاد الى ظهور شطر يتبع للمعسكر الاشتراكي وآخر يتبع للمعسكر الغربي. انقسام سبّب حرباً طاحنة بين عامي 1950 و1953، حرباً بدأت بصراعات فكرية بين نظرتين مختلفتين الى الدين والحياة والسياسة والاقتصاد، وانتهت بانقسام عميق لا يزال يعانيه الكوريون حتى الآن، رغم تطورهم التكنولوجي والصناعي (شمالاً تطور على مستوى الصناعة الحربية، وجنوباً على المستوى التكنولوجي والسلع الاستهلاكية).
حرب الكوريتين كانت في المنظور العسكري غير متكافئة، إذ ساهمت 16 دولة، في مقدمتها الولايات المتحدة، الى جانب الكوريين الجنوبيين، فيما وقفت روسيا والصين فقط الى جانب كوريا الشمالية.
هنا على الحدود التي يبلغ طولها 250 كيلومتراً تقريباً، يختصر المشهد تاريخاً طويلاً من النزاع رغم الهدنة التي أعقبت اتفاقية وقف النار في 27 حزيران عام 1953.
وللتداخل بين شطري شبه الجزيرة الكورية قصة أخرى تجدها في مصنع كيه سونغ، هذا المصنع أنشأته كوريا الجنوبية داخل المنطقة الشمالية بالاتفاق والتنسيق مع سلطات بيونغ يانغ من أجل تعزيز الحركة الاقتصادية هناك في بادرة حسن نية. في هذا المصنع يعمل نحو 39 ألف كوري شمالي بإدارة كوريين جنوبيين يعبرون كل يوم الحدود بتصريح خاص. بلغ حجم إنتاج هذا المصنع في عام 2008، نحو 132.56 مليون دولار، حسبما ذكرت وزارة الوحدة في سيول بتقريرها السنوي.
كانت الحافلة تشقّ طريقها بهدوء بالغ وسط مزارع الأرز، حيث لا تمكن رؤية مدنيين إلا ما ندر، فالمنطقة ليست فقط أمنية بل زراعية أيضاً، لكن لا وجود سوى لقرية واحدة من الجانب الجنوبي وأخرى على الجانب الشمالي «وهمية». يوضح الضابط المُرافق أن «قرية «كيجونجونغ» يتيمة في تلك المنطقة الساخنة. ويعمل أهلها البالغ عددهم 212 مواطناً بالزراعة»، أمّا على الطرف الشمالي فيبرّر المسؤول العسكري وصف القرية التي يمكن رؤيتها بالمنظار بأنها «وهمية» ليوحوا بوجود مدنيين. (الشماليون) يخشون وضع سكان في تلك المنطقة حتى لا يهربوا نحو الجنوب. التأم شمل 3613 شخصاً في عام 2007، حسب تقرير لوزارة الوحدة.
وللهروب قصص مدوّنة على جدران المتحف الحدودي الذي أقيم فوق نفق كان قد حفره مواطنون شماليون، هذا النفق الذي اكتُشف في مدينة غورانغبو منذ عام 1974، وهو بطول 8 كيلومترات، لم يكن نهاية المطاف، فقد اكتُشفت ثلاثة أنفاق أخرى بين عامي 1975 و1990، أطولها 16 كيلومتراً.
لا يمكن الحديث عن طرف مُستفِزّ وآخر مستَفَز في قضية الكوريتين التي شهدت تطورات ساخنة خلال عام 2010، فالقصف الشمالي لجزيرة «يونبيونغ» الجنوبية ما هو إلّا حركة في سياق لعبة شدّ ورخي بين الطرفين، ولا سيما أمام التحركات العسكرية الفاضحة للبحرية الأميركية في المنطقة. لعبة من شأنها تحسين شروط كل طرف على حدة تمهيداً لتسوية محتملة أو لحرب حاسمة.
فالجنوبيون دائماً يظهرون بمظهر الضحية التي تعرضت للقصف من الشمال من دون أي سبب، فيما يتوجس الشمال خيفة من استفزازات جنوبية أميركية مشتركة، على شكل مناورات متواصلة في البحر الغربي (الأصفر). استفزازات وجدت طريقها نحو المنطقة في ظل مناخات توريث زعامة القلعة الشيوعية العصية من كيم يونغ إيل إلى نجله الشاب كيم يونغ أون.
أمّا المراقبون فيتذبذبون بين موقفين: موقف ينظر إلى القضية بعيون أميركية فيتّهم النظام الشيوعي بإثارة الوضع الأمني لتغطية أجواء التوريث الجارية في البلاد، وفي الوقت نفسه ابتزاز الغرب لتقديم مساعدات إنسانية لبيونغ يانغ. وموقف آخر يرى أن الأميركيين يحاولون هزّ العصا بوجه كوريا الشمالية، معتقدين بناءً على معلومات من دوائر القرار في سيول، بأن الوريث الجديد للسلطة الشمالية غير قابل للاستمرار ولا يتمتع بكاريزما القيادة.
في أي حال، الدعاية الحربية بين الجانبين وصلت الى مرحلة تصعيدية غير مسبوقة، منذ تجربة بيونغ يانغ النووية في عام 2008. فعلى الطرف الجنوبي تقول سيول، إن التهديد الفوري الذي يمثله الشمال تزايد بعدما نشرت بيونغ يانغ 20 ألف جندي إضافي من قوات الحرب الخاصة بالقرب من الحدود (عدد الجنود الإجمالي في الشمال 1,19 مليون جندي)، وبعدما تجاوز عدد الدبابات الـ4000 دبابة. أكثر من ذلك، عادت هذه العاصمة ذات الوجه الغربي، الى استخدام عبارة «العدو» لوصف كوريا الشمالية بعدما كانت قد أسقطتها عام 2000.
ويجمع الجنوبيون على الخوف من حرب محتملة مع الشماليين، لكنهم يأملون في المقابل أن تتوصل جهود السلام من خلال اللجنة السداسية واللقاءات المشتركة الحدودية الى سلام، يجمع أبناء العائلة الواحدة في بلد واحد، خصوصاً أن جنوبيين كثيرين لا يرتاحون الى العلاقة مع الولايات المتحدة.

---
خطوات تطبيعيّة

رغم التوترات الأمنية بين الجانبين التي تظهر الى العلن بين وقت وآخر، قطع البلدان شوطاً كبيراً في التعاون الثنائي، خصوصاً بعد صدور البيان المشترك بين سيول وبيونغ يانغ في 4 تموز عام 1972، الذي أعلن بدء حوار وتبادلات محدودة، شملت الصليب الأحمر واجتماعات لجان التنسيق المشتركة في الغرف الزرقاء. لعل أول غيث الإنجازات في العلاقات المشتركة كان في عام 1985، حين عُقد أول لقاء لأسر كورية مشتتة. ثم بدأت رحلات سياحية كورية جنوبية في مجموعات الى جبل كومكانغ في الشمال، حيث القمم العالية. وفي عام 2000 كان اللقاء التاريخي الأول من نوعه بين زعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ إيل ورئيس كوريا الجنوبية كيم دي جونغ. لقاء دشن العديد من الخطوات التعاونية الأخرى مثل توحيد فرق الكوريتين الرياضية خلال مراسم افتتاح اولمبياد سيدني عام 2000 وبدء العمل بمجمع كي سونغ الصناعي. وبعد عام 2007. بدأت رحلات سياحية الى مدينة كيه سونغ، عاصمة مملكة كوريو التاريخية.





كوريا الجنوبيّة: معجزة على نهر الهان



أمام قصر «غيونغبوك» في سيول (الأخبار)

معالم كثيرة تنتشر في «جمهوريّة الهان الكبيرة»، بدءاً من ذاكرة الحروب التي تتوزّع على خريطة كوريا، مروراً بحكايات التاريخ التي تروي قصص الممالك العديدة، وصولاً الى المواقع الصناعية التي أهّلت البلد ليكون نمراً آسيوياً بامتياز، يسير مختالاً وسط طبيعة خضراء جميلة تحيطها البحار من كل جانب، وتنساب الأنهار على امتداد مساحاتها الشاسعة

يحتار الزائر لكوريا الجنوبية من أين يبدأ في وصف ما شاهده من معالم وأماكن وأشياء جميلة، هل ينطلق من الطبيعة الغنّاء، بخضرتها ومياهها وخصوبة أرضها، أم يحكي عن التقدّم العلمي والتكنولوجي والنظام الذي يسير كالساعة؟
ثمة نواحٍ كثيرة تتميّز بها جمهورية كوريا الجنوبية التي تعيش حالة خصومة مع نصفها الآخر في الشمال بسبب الانشقاق، الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية، وسبّب حرباً ضارية بين الكوريتين.

لكن حالة الحرب التي لا تزال هاجس المواطنين في شبه الجزيرة الكورية، لم تؤخر الكوريين عن اقتحام المستقبل بصناعات رائدة أهّلت البلد ليكون عضواً في مجموعة الدول العشرين الصناعية الكبرى، فيما نشط الشطر الشمالي على صعيد الصناعات العسكرية والنووية.
قد يوحي الحديث عن أهمية كوريا الصناعية بالإشارة الى مصانع السيارات والأدوات الكهربائية التي أصبحت تنافس البضائع الصينية والتايوانية وغيرها من بضائع الدول التي تسمى نموراً آسيوية، بيد أن هذا البلد الذي خرج من حرب السنوات الثلاث (1950- 1953) مُنهكاً لم يقصّر في اقتحام المستقبل بجهود أبنائه الذين يشتهرون بالكد والنشاط.
لقد حقق الشعب الكوري «معجزة» ظهرت بعد ثلاثين عاماً من انتهاء الحرب، حسبما يصف السفير اللبناني لدى سيول، عصام مصطفى.
ويشير الكوريون الى بلدهم باسم «جمهورية الهان الكبيرة»، حسبما يعني اسمها التقليدي. لذلك يطلقون على هذه النهضة اسم «معجزة على الهان». والهان أيضاً نهر يمر قرب العاصمة سيول وهو بطول 481 كيلومتراً.
في بيته بإحدى ضواحي العاصمة سيول، حيث استضاف الوفد اللبناني الزائر لكوريا في إطار «برنامج عبر البحار»، وعلى مائدة غداء عامرة بالطعام اللبناني، تحدث السفير مصطفى عن نهضة اقتصادية وتكنولوجية كبيرة، «لأنه شعب عملي لا تتعدّى أيام إجازاته في السنة سوى 10 أيام، فيما عدا العطلة الأسبوعية طبعاً. ومنهم من يعمل في دوامين نهاري وليلي. والتلميذ الكوري لا يكتفي بما يتعلمه في المدرسة، بل ينهل من معين الفنون والرياضة وخصوصاً فنون «التيكواندو» والدروس الخصوصية في مجالات علمية».
مصطفى، الذي بدا وزوجته ماجدة خبيرين في الشؤون الكورية، رغم عدم مرور أكثر من سنتين على وجودهما في هذا البلد، تحدّث عن ثلاثة أشياء تهمّ الشعب هناك، اصطلح على تسميتها «3 G»، وهي (غارليك وجنسينغ وغينغر) أي الثوم وشاي الجنسينغ والزنجبيل. هذه الأشياء الثلاثة لا يمكن المائدة الكورية في أي وقت أن تخلو منها.
ويحكي السفير عن جزيرة اسمها «جي جو». شعارها «لا شحادين ولا سارقين» بمعنى أن الناس هناك ينامون بأمان وبيوتهم مشرعة الأبواب. لكن الرقم 4 هو نذير شؤم بالنسبة الى معظم السكان.
ورغم أن كوريا الجنوبية تكاد تخلو من أي لبناني، باستثناء السفير وعائلته، إلا أن الحكومة تحاول إقامة علاقات ثقافية واقتصادية مع لبنان والدول العربية قاطبة. لهذا أُنشئت جمعية كوريا والعرب منذ سنتين تقريباً، وتشكّل مجلس إدارتها من ممثلين عن 14 سفارة عربية ونحو 40 شركة كبيرة. وتضم كلاً من الأردن والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان ومصر والسعودية وقطر وعمان والإمارات والعراق ولبنان. ومهمة هذه الجمعية «فتح العالمين بعضهما على بعض ثقافياً»، حسبما يرى السفير.
أما أبرز النشاطات الثقافية التي نتجت من هذا المولود، فكان مهرجان شاركت فيه فرقة موسيقية لبنانية فولكلورية، فيما زارت لبنان فرق موسيقية نسائية كورية شعبية، وأحيت حفلتها في قصر الأونيسكو ببيروت.
في العقود الماضية، كان تركيز بعض الدول العربية ذات المنحى الاشتراكي على توطيد علاقاتها مع كوريا الشمالية التي تقف الى جانب قضايا العرب أكثر من الجنوبية التي تختار قراراتها السياسية وفق إملاءات الولايات المتحدة. وحسب ما يرى السفير اللبناني، فإن نحو 20 في المئة لا يحبّون الأميركيين، مشيراً الى احتجاجات دامت لمدة 3 أشهر ضد معاهدة FTA للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، لأنهم يرون أنها مجحفة بحق بلادهم، مع التذكير بأن سيول عقدت مثل هذه الاتفاقية أيضاً مع 17 دولة أخرى.
وفي ما يتعلق بالسيارات، يلاحظ المرء أن العديد من أنواع سيارات «هيونداي» تختلف في طرازها عن السيارات التي يستوردها لبنان، فرغم الصورة النمطية عن هشاشة هذا النوع من السيارات، فإن في كوريا أنواعاً أخرى أكثر رفاهية ومتانة، إضافة الى سيارات أخرى باهظة الثمن وهي صناعة محلية أيضاً من نوع «EGOS».
أثناء زيارتنا الى أسان في وسط البلاد جنوبي سيول، كانت لنا جولة على مصنع «هيونداي»، حيث يعمل 90 في المئة من الموظفين من كوريا والباقي أجانب. في كل حال، المصنع يعتمد على الآلات أكثر من اعتماده على البشر.
يمكن رؤية صناعة السيارة من البدء حتى الانتهاء في هذا المصنع الذي يشكل مع مصنع آخر في منطقة أوسلان في الجنوب أكبر مصادر إنتاج السيارات في البلاد، حيث يعمل 33000 موظف في كلا المصنعين.
تتحدث مسؤولة قسم الشرق الأوسط في الشركة، مين غيونغ كيم، عن علاقة جيدة مع العالم العربي عموماً، ولبنان خصوصاً. وتشير الى أن عام 2010 شهد استيراد 220 ألف سيارة الى الشرق الأوسط، منها 5000 سيارة الى لبنان بمعدل وسطي 15000 دولار للسيارة.
وتشير الى أن الخطة الجديدة تقتضي تصدير 300,000 سيارة الى الشرق الأوسط في العام الجاري.
تتوسع الشركة في إنشاء مصانع محلية وخطوط إنتاج في أنحاء العالم، مصانع في الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وجمهورية التشيك.
في أي حال، وبالنسبة إلى الشركات الكورية فإنها تنشط بقوة في الأسواق العربية، وخصوصاً لدى دول الخليج وأكثرها الإمارات العربية المتحدة. لكن في المُجمل، فإن حجم التبادل التجاري لا يتعدى 20 إلى 30 مليون دولار مع العرب.
كوريا التي وصلت صادراتها إلى ما يقارب 422 مليار دولار عام 2008، كانت تحتل الرقم 5 من بين الدول المصدّرة. ولعل أهم ما توصلت إليه هو صناعة السفن التي كانت في السابق محصورة باليابان وبريطانيا، لكن الكوريين الجنوبيين أصبحوا اليوم في طليعة صنّاع السفن في العالم. تظهر أهمية هذا البلد من حيث التنظيم المدني الذي يفصل بين مناطق صناعية وزراعية وأخرى سكنية، ففي الطريق الى مقاطعة انتشجون في الجنوب والتي تتمتع بسلطة محلية (212 كيلومتراً من سيول) كان القطار السريع ينساب وسط مناطق زراعية تعتمد أساليب علمية حديثة. وبسبب البرد القارس الذي تصل معه درجة الحرارة في ذروتها الى عشرين تحت الصفر، ثمة الكثير من البيوت البلاستيكية التي تحفظ المزروعات. ولعل أبرز المزروعات الأرز والذرة والقمح والشعير، وهناك جذور الجنسينغ المنشّطة، أما على سواحل البحر الأصفر فتنتشر زراعة الزيتون والعنب والدراق وغيرها.
على المستوى الثقافي، تتميز كوريا بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية، التي تدخل في سجل التراث العالمي مثل، معبد هينسا جانغيونغ بانجون، لحفظ ألواح تريبتاكا كوريانا، وضريح جونغمو وكهف سوكورام ومعبد بولكوكسا، إضافة الى مجمع قصر تشانغ ديكونغ وحصن مواسونغ. وثمة معلم سياحي آخر هو مدينة كيونغ جو ذات المعالم التاريخية، إضافة الى جزيرة جيجو البركانية.
وللحديث عن المياه نكهة خاصة، ففي رحلة شتائية باردة كان لا بد من رحلة في نهر الهان في باخرة مخرت كتل الجليد. وهناك الكثير من الأنهار مثل نهر أمنون كانغ الذي يبلغ طوله 521 كيلومتراً ونهر ناكدونغ كانغ (521 كيلومتراً أيضاً).
المرأة الكورية حاضرة في المجتمع والاقتصاد والسياسة والإعلام. من هؤلاء النساء لي سوه يون، التي أصبحت أول رائدة فضاء كورية. النساء يتميزن بنعومة فائقة. فرغم سنوات الحرب التي تحفر آثارها على وجوه النساء المسنّات، تتميز الفتيات بتألق لافت وجاذبية ممزوجة برهافة حس لا تخلو من الخجل. يذكر السفير اللبناني، عصام مصطفى، أن الكوريات أثناء احتلال اليابان لبلدهنّ (1910-1945) كنّ أدوات تسلية للجنود اليابانيين الذين أجبروهنّ على ممارسة البغاء معهم. لذلك أطلق اليابانيون على نساء كوريا اسم «comfort women».
وقد صودف أثناء هذه الزيارة حلول السنة الكورية القمرية، حيث يستمر تعطيل البلاد لمدة سبعة أيام، يحتفل الكوريون خلالها بسماع الموسيقى القومية «سوجي تشون»، فيما يحتفل الشباب على طريقتهم المصبوغة بالنمط الغربي. فالكوريون يتعلقون بالموسيقى منذ صغرهم. هناك الكثير من المناسبات في «جمهورية الهان الكبيرة» مثل يوم الزيّ الوطني ويوم الطيور ويوم اللغة ويوم الفراشات ويوم أسطورة الوردة.
ورغم أجواء الفرح والابتسامة التي يتميز بها معظم من التقيناهم من الشعب هناك، تبقى ذاكرة الحرب حاضرة وتخليد القتلى جزء من المشهد التراجيدي الذي لا بد لكل زائر أن يتعرّف عليه. هنا نعود الى «البروباغندا» التي تنشط بقوة من أجل تشويه نظام الشمال الشيوعي، من دون أن تعترف بخطأ التبعية الجنوبية لدول الغرب. في هذا السياق، كانت الرحلة الى البحر الأصفر أو بحر الغرب، حيث القواعد العسكرية المواجهة مع سواحل الصين وكوريا الشمالية.
كانت مناسبة هذه الزيارة مشاهدة السفينة التي قتل فيها 46 عسكرياً، جراء تعرّضها لطوربيد فشقّها الى نصفين في آذار من العام الماضي. الدعاية واضحة في محاولة اتهام بلا مبرر للشماليين، فقد شرح الضابط المرافق كيفية إصابتها من تحت المياه، مشيراً الى نموذج مشابه من الطوربيد المُستخدم في العملية الى أنه من صنع كوري شمالي. لكنه يضيف: لا دليل على تورّط بيونغ يانغ في هذا الهجوم.

----

أسطورة أبناء «النمرة»
تروي الأسطورة عن تاريخ تأسيس كوريا أن ملكاً نزل من السماء والتقى أنثى نمر وجملاً فطلبا منه تحويلهما الى بشريين، وكانت إجابته لهما «إذا صمتما شهراً كاملاً وأفطرتما على 20 حبة من الثوم تصبحان بشراً». نجحت أنثى النمر في الاختبار وفشل الجمل. وهكذا أصبحت سلالة هذه «النمرة» هي شعب كوريا. ولذلك يحب الشعب الكوري الثوم ويكثرون منه في الطعام. هي «جمهورية الهان الكبيرة» التي تقع في موقع استراتيجي عند التقاطع في منطقة شمال شرق آسيا، بين اليابان والشرق الأقصى من روسيا والصين. عاصمتها سيول (10 ملايين نسمة)، عملتها الوون (1$= 1.257 وون) ولغتها الكورية بحروف (هانغول). أهم المدن: بوسان (3.5 ملايين نسمة)، وانتشجون (2.6 مليون) وتيجو (2.5 مليون)، إضافة الى ديجون وكوانغو وأولسان). أما عدد السكان فيبلغ قرابة 50 مليوناً ، وما يزيد على المليون من الأجانب المقيمين. ورغم عدم استخدامها سوى في المناسبات، لا تزال الملابس التقليدية «هانبوك» موضع فخر للكوريين.





سيول عاصمة تقنيّة بلا شرطة سير

داخل استديو التلفزيون الكوري في سيول (الأخبار)

لا يمكن زيارة كوريا الجنوبيّة من دون المرور على معالمها التكنولوجيّة وحضارتها الرقميّة التي تسابق العصر؛ إذ إن تفوّق الشعب الكوري في مجال الإلكترونيّات والصناعات التقنية يجعله في مصاف الشعوب المُتقدّمة، من دون تجاهل أهمية هذه الدولة التي أصبحت تنافس زميلاتها من النمور الآسيوية في العديد من المجالات الأخرى

لم يكن وصف الشعب الكوري بالشعب «الآلي» مجانباً للصواب؛ إذ تجلّت موهبة هذا الشعب من خلال صناعاته المُتميزة على أكثر من صعيد، ولا سيما الإلكترونيات، من كمبيوترات وأجهزة اتصال وتلفزيونات ذكية تجاوزت في تطورها أهمية تلك الأجهزة الثلاثية الأبعاد.

موهبة كوريا، التي شهدت معجزة القرن العشرين رغم خروجها من حروب أنهكت الحجر والبشر والشجر، تتجلّى في نظام الحياة الفائق الدقّة. تنظيم يبدأ من الالتزام بالمواعيد اليوميّة، وصولاً إلى «سيستام» المدينة القائم على مواصلات عصريّة لا يحتاج معها الشعب إلى الكثير من رجال الشرطة لتنظيم السير، ولا ترتبك أمور الموظفين بسبب خلل في مواعيد وصول القطارات أو الحافلات.
بدا هذا «المكتوب» واضحاً من عنوانه، حين وزّع المنظّمون من القوات الكورية العاملة في جنوب لبنان برنامج رحلة «عبر البحار» بالتفاصيل المُملّة على الوفد اللبناني المؤلف من 16 فرداً. المفاجأة كانت في تطبيق هذا البرنامج بحذافيره، إلا في ما عدا الأمور الخارجة عن إرادة المنظمين. كان يمكن القول إن المنظّمين من العسكر، وبالتالي فالانضباط من شيم هذه الفئة من الناس، لكن متابعة الحياة اليومية للكوريّين، أثناء الإقامة لعشرة أيام في سيول، مكّنت الوفد الزائر من التعرّف عن كثب إلى ذهنية علمية منظّمة تشبه نظيرتها اليابانية، التي كانت رمزاً لاستعمار كوريا في حقبات عديدة من تاريخ شبه الجزيرة الآسيوية.
طبعاً لا يمكن الحديث عن جمهوريّة فاضلة بهذا المعنى، ولا يمكن القول إن الشعب الكوري برمّته يتمتع بذكاء خارق يجعله من فئات العباقرة؛ ففي جولة سريعة على شوارع سيول وأحيائها، قد تجد السارق والكاذب والمُنافق، ومطاعم لا تتوافر فيها أدنى شروط الصحة. هو مثل أي بلد في العالم، قد تقع على أحياء شعبية بيوتها قائمة على نحو عشوائي وطرقاتها من دون إسفلت. أو قد تصادفك مشاهد من القمامة المكوّمة على قارعة الطريق. كل هذا يمكن أن تشاهده في العاصمة الكوريّة، لكن ما لا يمكن رؤيته في البلاد العربيّة، هو أن الشوارع لا تشهد عدداً كبيراً من شرطة تنظيم السير، بسبب وجود آلات التصوير التي تُلاحق المخالفات حتى في الزواريب الصغيرة.
يمكن التعرّف إلى هذه التقنية من خلال زيارة لمركز تنظيم السير وسط سيول. ويستطيع المراقب هناك معاينة تحرير المخالفات في حركة السير عن كثب؛ قاعة كبيرة مزودة بنحو 50 شاشة كمبيوتر مكتبية، إضافة إلى شاشات حائط ضخمة مقسّمة إلى مشاهد عدة، يمكن من خلالها نقل ما يجري في طرقات سيول وشوارعها بالتفصيل. عشرات الموظفين المدنيين يعملون في كل نوبة من نوبات العمل الثلاث، التي تستمر 24 ساعة في اليوم، يتابعون كل مخالفة من خلال الكاميرات ويحرّرونها بحق صاحب السيارة عبر تقريب المسافة نحو رقم السيارة وتسجيلها وإرسالها إلى الدائرة المُختصّة، أو إلى هاتف صاحب العلاقة ليدفعها.
وينقسم الموظفون إلى فرق، إحداها تتابع حركة سير السيارات السياحية، وأخرى تختص بالحافلات، في عاصمة يتحرك فيها يومياً نحو 8.8 ملايين نسمة من خلال وسائل المواصلات المتوافرة، من سيارات أجرة وحافلات وقطارات أنفاق، مجهّزة بأحدث التقنيات. ويزود المركز السيارات بخدمة «GPS»، وهي إحدى الوسائل الإرشادية المُهمة للسائقين.
ولعل أبرز المعالم الحديثة هو المدينة الإعلامية الرقمية «DMC» في ساحة ناريكو (وسط سيول)، حيث ينتصب مبنى شاهق شبيه بهوائيات المحطات الإذاعية بطول640 متراً، بما فيه البرج وست طوابق أرضية و133 طابقاً فوق الأرض. في هذا المجمع الضخم، الذي يمتد على مساحة 724.675 متراً مربعاً، العديد من الأقسام، منها الجناح الرقمي الذي يضم معرضاً لتقنيات الإنترنت ووسائل تكنولوجية حديثة. وفي مركز المحتويات الثقافية مكتبة إعلامية ومتحف للأفلام الكورية والأشرطة السينمائية من الشرق والغرب «سينماتيك».
كذلك يمكن في المدينة الرقمية التواصل مع عوالم الثقافة في سيول والعالم. وهناك العديد من الغرف والأجنحة المزوّدة بكاميرات تصوير ومشاهد جميلة تتحرك بالتقنيات الرقمية وأماكن لتسلية الأطفال، إضافة إلى عروض شرائط بتقنية الأبعاد الثلاثة.
أما في مبنى نظام البث الكوري «KBS» أو التلفزيون الكوري، فقد تحوّل المكان إلى متحف في جزء منه، وفي جزء آخر يمكن الزائر أن يختبر طلاقته في تقديم نشرة أخبار أو برنامج عبر استوديو تجريبي مزوّد بشاشات ومعدّ لهذه الغاية. وفي جولة على هذا المبنى يمكن اكتشاف المدى التقني المتقدم والتجهيز الرائع في مستويات العمل التلفزيوني، إضافة إلى أجنحة تعرض التجهيزات والملابس التي كانت تُستخدم في أفلام ومسلسلات سابقة.
لعل اختصار مشهد العاصمة الكورية، يكون من خلال زيارة برج سيول القائم على تلة يمكن من خلالها رؤية العاصمة بجوانبها الأربعة. هو أحد أهم مناطق الجذب السياحية في كوريا. بدأ بناء هذا البرج في عام 1969، وافتتح للجمهور في عام 1980، وكان يُعرف باسم برج نامسان.
يبلغ طوله 479 متراً عن مستوى البحر، و236.7 متراً من القاعدة. يمثّل هذا البرج أحد معالم كوريا الحضارية وإنجازات مبدعيها الفنية، ويتضمن مطعماً ومقهى وصالة مزودة بمناظير تعمل بالعملة المعدنية واستوديو للتصوير مع خلفية صورة البرج، وفي الأسفل وسائل ترفيه وتسلية وأسوار عُلّقت عليها عشرات آلاف الأقفال، التي تجمع أسماء العشاق.
لا مجال للحديث عن الصناعات الإلكترونية الكورية التي غزت الأسواق العالمية، من أجهزة كمبيوتر وهواتف نقالة وتلفزيونات. لقد تطورت أجهزة الإلكترونيات الحديثة إلى مستوى أصبحت معه سيول من العواصم التي اقتحمت عصر التكنولوجيا. ولعل ما كشفت الحكومة النقاب عنه خلال الاجتماع التنسيقي الاقتصادي الأسبوعي الذي عقدته في 6 نيسان الماضي، يبيّن حجم الاستثمارات في المجال التقني.
لقد أكدت الحكومة الكورية خططها لاستثمار 54,3 مليار وون (49,8 مليون دولار) هذا العام، لمساعدة الشركات المحلية على المحافظة على تفوقها في سوق التلفزيونات الذكية على مستوى العالم، حسبما ذكر موقع «كوريا» السياحي على الإنترنت.
وستعمل وزارة الاقتصاد المعرفي وهيئة الاتصالات الكورية ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة معاً لبناء محتويات تناسب التلفزيونات الذكية بهدف اجتذاب اهتمام العملاء لإقامة بنية أساسية ناجحة على شبكة الإنترنت. وستركز الحكومة على تطوير برامج جديدة للتلفزيونات الذكية وتكنولوجيات للشبكات مثل الواجهات الخاصة بالمستخدمين.
وتعمل شركتا «سامسونغ» و«إل.جي» معاً لتقوية تكنولوجياتهما الخاصة بالتلفزيونات الذكية التي تنتجانها، وذلك لتوسيع نطاق أسواق التلفزيونات الذكية أمامهما. وهذا النظام السحري للتحكم عن بعد سهّل الاستخدام، بفضل وجود خمسة أزرار ونقطة للإطلاق والتحكم.
وفي مجال الحفاظ على البيئة، تحاول سيول تحقيق الشروط البيئية التي تتناسب مع احترام اتفاقيات المناخ العالمية، ولهذه الغاية وافقت الحكومة الكورية على تدعيم ألف شركة ومؤسسة متخصصة في الصناعات الخضراء في مجال تصنيع المكونات والأجزاء قبل عام 2013. وأعلنت إدارة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهي الوكالة الحكومية الكورية على المستوى الوزاري التي تدعم هذه الشركات، في خططها مساعدة الشركات الخضراء.
وفي ما يتعلق بالطاقة المُتجددة، ينتج نظام الطاقة الضوئية المتكامل الجديد في المباني المعروف اختصاراً باسم «BIPV» الطاقة باستخدام مواد بناء خاصة تؤدي وظيفة تجميع الطاقة الشمسية.
وتعمل الحكومة الكورية والشركات المحلية معاً لتطوير تكنولوجيا لتوليد الطاقة من طريق استخدام الطاقة المتجددة لتحل محل الأنواع التقليدية من الوقود الحفري، حسبما يوضح موقع «كوريا.نت».
وفي المنازل، يمكن نظام «BIPV» توفير المساحات وتكاليف التركيب باعتبار أنه يستخدم الجدران الخارجية والأسطح والنوافذ والمزارع في توليد الطاقة الكهربائية اللازمة للمبنى.
وأخيراً زُوِّد عدد من المباني الجديدة بأنظمة «BIPV»، وشهد التحرك نحو استخدام هذا النظام ازدياداً متسارعاً، وبخاصة في أوروبا، باعتبار أن الطاقة الشمسية أمر شائع فيها، وكوريا هي الأخرى كذلك.
وبدأت العديد من المعاهد والجامعات في تنفيذ الأبحاث المرتبطة بتكنولوجيا «BIPV» منذ عام 2001 ، وذلك عندما بدأ المعهد الكوري لأبحاث الطاقة للمرة الأولى في تنفيذ مشروعاته الخاصة بتكنولوجيا BIPV.

----
الحياة السياسية

شُرِّع أول دستور لكوريا الجنوبية على الطراز الغربي في السابع من تموز عام 1948 وانتخبت الجمعية الوطنية التأسيسية لي سونغ مان، أول رئيس للجمهورية لمدة أربع سنوات.
وفي تعديل الدستور للمرة التاسعة عام 1987 الذي جرى بالاتفاق بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة لأول مرة في كوريا، أُقرّ نظام الانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية (فترة واحدة لمدة خمس سنوات)، وباتت تتبع النظام الجمهوري، والرئيس الحالي هو لي ميونغ باك، الذي تسلم مقاليد الحكم في بداية عام 2008، وهو من حزب الوطن الكبير. وتتكون الحكومة من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى جانب 18 وزارة و16 دائرة. وفي 1 كانون الثاني 2007 أصبح السياسي الكوري بان كي مون، أميناً عاماً للأمم المتحدة.