الأحد، ديسمبر 26، 2010

عيد الميلاد في كوريا

مع كل الجهود الغربية الواضحة من اميركية و مسيحية تبشيرية وتسويقية... لا يزال عيدي الميلاد وراس السنة غريبين بالنسبة للكوريين. اشجار عيد الميلاد الشاهقة غريبة على الساحات وبعض واجهات المحال التجارية وتغيب عن المنازل.
تشير الاحصاءات الرسمية ان اكثر من 60  % من عامة الشعب لايؤمن ولا يمارس اي من الديانات ويحتل البوذيون المرتبة الثانية والمسيحيون في كل انواعهم وكنائسهم المرتبة الثالثة (مجموع نسبة البوذيون مع المسيحيين المسجلين رسميا حوالي 30 % غير الممارسين او المؤمنين الفعليين اقل بكثير). عيد راس السنة الذي يحتفل به كل الكوريون هو راس السنة القمرين (التقويم الصيني)، يرافق تلك الاحتفالات اقفال عام وحركة شبه معدومة في الشوارع لمدة 3 ايام.

بالعودة الى موضوع ميلاد السيد المسيح، معروف ان كوريا واليابان هي بلاد الاضاءة بالنيون- الفلورسان، التي تحتل واجهات معظم المباني كما بعض المراكب الآلية لا سيما الدراجات النارية. مما جعل زينة الميلاد التي تعتمد على ضوضاء الانارة لجذب الانتباه غير ذات اهمية ملفتية تشد انظار من ادمن كثرة الاضواء والوامضات 365 ناقص 3 ايام بالسنة بمعدل 24 ساعة باليوم (وربما اكثر;) ).
يضاف الى ذلك كون كوريا واليابان تحتل صدارة الابداع والاختراع في مجال الانارة، فنيا وتقنيا. انعكس ذلك على زينة الميلاد التي حققت ارقاما قياسية في مقاييسها، الفضل في ذلك، تقدم انظمة الانارة بالالياف الضوئية ، مما يمكنهم من تحويل واجهة المركز التجاري العملاق في كل شيء الى شاشة يتابع عليها المارة ومضات الشجرة الميلادية التي تبدأ على مستور الطابق الاول من المبنى وتعلو تدريجيا وتكثر فيها الالوان حتى  تغطي المبنى كله لتنطفي فجاة ويتساقط الثلج، ضوئيا فقط، و يمر الغزال الاول والثاني ثم بابا نويل على زلاجته التي ينزل منها ليدخل في مدخنة تظهرمع ظهوره.

في الختام يجدر الذكر انه على الرغم من الكنائس التي تتكاثر بسرعة، قلما ندر ان احيت كنيسة قداس منتصف الليل لان في الموضوع علاقة تجارية بين كلفة التدفئة وعدد المصلين المتوقع قدومهم، وبالتالي يفضل الجميع اقامة الشعائر في النهار التالي وخلال الدوام الرسمي لدار العبادة.

ليست هناك تعليقات: